قالت منظمات خيرية للسرطان إن الأطباء يمكنهم الآن أن ينصحوا بكل ثقة آلاف النساء اللائي يعانين من أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعا، بإمكانية الاستغناء عن "آلام العلاج الكيميائي" تماما دون الإضرار بفرصهن في النجاة.
وخلال عرضهم نتائج أكبر تجربة علاجية لسرطان الثدي على الإطلاق وواحدة من أولى التجارب التي تختبر العلاج الشخصي باستخدام علم الوراثة الخاص بالمريض، قال أصحاب الدراسة إن "أيام عدم اليقين قد ولت".
وقال قائد الدراسة الدكتور جوزيف سبارانو من مركز ألبرت آينشتاين في نيويورك إن دراستهم توضح أنه يمكن تجنب العلاج الكيميائي عند نحو 70% من هؤلاء النساء، عندما يتم استخدامه من خلال الاختبار.
ومن خلال النظر في 21 علامة وراثية من الخلايا السرطانية، يستطيع اختبار ما يعرف بـ"Oncotype DX" تحديد مدى نشاط الورم وإعطاءه علامة من واحد إلى مئة لمخاطر انتشاره في أماكن أخرى وعودته.
كشفت تجربة سريرية أميركية رائدة أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي في مرحلة مبكرة يمكن أن يتجنبن فقدان الشعر والعقم والألم المزمن وحتى الوفاة التي قد يسببها العلاج الكيميائي بفضل الاختبارات الجينية
والنساء اللائي تكون علامة العودة لديهن أقل ما يكون (10 أو أقل) يمكن أن يبدأن بأمان علاجا هرمونيا معتدلا مانعا لهرمون الإستروجين، في حين أن اللائي حصلن عن 26 أو أكثر يستفدن من العلاج الكيميائي أيضا للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.
ومع ذلك فإن غالبية المصابات بهذا المرض يقعن بين هاتين النقطتين، حيث كانت فوائد العلاج الكيميائي غير مؤكدة وقرارات العلاج أكثر صعوبة.
وخلص الباحثون إلى أن العلاج الكيميائي يمكن الاستغناء عنه عند:
- جميع النساء الأكبر من 50 سنة، ممن لديهن مستقبلات هرمونية إيجابية وسرطان الثدي "HER2" السلبي، مع معدل عودة يصل إلى 25 (نحو 85% من النساء في هذه الفئة العمرية).
- جميع النساء الأصغر من 50 سنة، ومعدل العودة لديهن من صفر إلى 15 (نحو 40% من النساء في هذه الفئة العمرية).
يذكر أنه بالإضافة إلى الآثار الجانبية الشائعة، يمكن أن يكون للعلاج الكيميائي مضاعفات تهدد الحياة، بما في ذلك خطر قصور القلب أو سرطان الدم الذي ينشأ بعد سنوات عديدة من العلاج.