عادت صفارات الإنذار مجددًا، أول أمس السبت، لحياة سكان غلاف غزة، بعد مالا يقل عن أربعة أيام من الهدوء، في أعقاب الإطلاق الأخير صباح الأربعاء. اعترضت القبة الحديدية قذيفة هاون واحدة، بتطور تكنولوجي لم يعد مدهشًا، وسقطت القذيفة الثانية في قطاع غزة. كما بدى الأمر أول أمس، حماس ليست هي المسؤولة عن الإطلاق، بل التنظيمات الصغيرة في القطاع، لكن وكما جرت العادة، الرد المتوقع لسلاح الجو توجّه بالأساس نحو أهداف حماس، صاحبة السيادة في القطاع.
شهد هذا الأسبوع نقطة تحول مزدوجة في علاقاتنا الدموية مع غزة؛ من جانب، سنتجاوز حاجز الخوف لحماس، التي أطلقت للمرة الأولى هذا الأسبوع قذائف وصواريخ نحو مستوطنات غلاف غزة ونحو مواقع للجيش، وذلك كي لا يُنظر إليها على أنها "فتح رقم 2"، منظمة المقاومة التي فقط توقف إطلاق النار نحو إسرائيل، ولا تطلق بنفسها، مثل سنوات سيطرة فتح على غزة. سيكون صعبًا إعادة المارد إلى قمقمه، في جولات القتال القادمة ستنضم حماس بسهولة أكثر لإطلاق النار على إسرائيل.
في المقابل، وصلت إسرائيل هذا الأسبوع لطريق مسدود في كل ما يتعلق بالبطاقات الأمنية التي تستطيع أن تسحبها أمام ضائقة غزة. ضابط رفيع المستوى في قيادة الجنوب تحدث الخميس الماضي مع الصحفيين العسكريين، وقال بأنه يمكن التوصل لتسوية طويلة الأمد مع حماس من خلال "الجزر" مثل فتح المعابر. مسؤولون آخرون في منظومة الأمن بالطبع لا ترعبهم أفكار الميناء البحري وإدخال عمال من قطاع غزة؛ المهم أن تخف حدة اللهب تحت الطنجرة الغزية التي تغلي قليلًا قبل أن تنزلق الطنجرة نحونا.
من جديد، وصل هذا الأسبوع حوالي عشرة آلاف متظاهر للسياج، المسعفة الشابة رزان النجار أطلق الجيش النار نحوها، ممّا أدى لاستشهادها حين جاءت لمساعدة المصابين في المظاهرات على السياج، تحوّلت لبطلة ثقافية جديدة في القطاع، مع ملصقات ورسوم كاريكاتيرية تمجدها كشهيدة. من جانبه، أعلن الجيش انه سينقل الحالة لآلية المراقبة في الأركان العامة، برئاسة الجنرال موتي بروخ، الذي يحقق في كل حالات إطلاق النار غير العادية نحو مواطنين في أحداث السياج، وفي نهاية التحقيق سيتم نقل النتائج لمكتب النائب العام العسكري.
إضافة لكل ذلك، خطر الطائرات الورقية الذي لا يتوقف: لقد اعترض الجيش حوالي 400 طائرة ورقية، بالأخص باستخدام طائرات تستهدفها في الجو، لكن الطائرات الورقية ما زالت تصل، مع أعلام الكويت وأعلام تركيا، أو فقط مع رسائل كراهية. تكلفتها شيكل، والضرر الذي تسببه يقدر بملايين. يستطيع الجيش مطاردة الطائرات الورقية لمدة سنوات، لكن التحدي يُلقى في نهاية المطاف وقبل كل شيء على صفوف القيادة.