بعض المواقف في الحياة اليومية بين الأزواج تؤدي إلى إثارة الأعصاب، أو تقود إلى احتدام النقاش، وإذا تكرّرت مثل هذه الظروف المتوترة أمام الطفل يتأثر عاطفياً ونفسياً بدرجة لا يعي شدتها كثير من الآباء. فقد أظهرت دراسات ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال في مثل هذه المواقف بمن فيهم الرضّع.
وبينت دراسات أخرى أن الأطفال الذين يعيشون في منازل يتكرّر فيها الصراع والجدل بين الأبوين يعانون من الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم، وقد يعانون أيضاً من مشاكل نقص الانتباه في المدرسة، والعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على تكوين الصداقات.
ورصدت دراسة بريطانية أن الأطفال الذين يتعرضون باستمرار لمواقف النزاع بين الأبوين يشبه نشاط الدماغ لديهم نشاط الدماغ لدى الجنود في ساحات القتال!
في المقابل، بينت أبحاث تربوية أخرى فوائد امتناع الأبوين عن الصراخ والحدة في النقاش تجاه بعضهما البعض، وأن إظهار الأبوين لاحترام وجهة نظر بعضهما البعض يساعد على تعزيز إحساس الطفل بالأمن العاطفي، وتطوير مهارات اجتماعية لحل المشاكل.
إذن كيف يحمي الأبوان أطفالهما في مثل هذه المواقف المتوترة؟
قد يكون للتوقف عن الحديث والجدال في بعض المواقف دلالة غير مرغوبة، خاصة إذا كانت تعني الموافقة أو القبول بأشياء ليس صحيح أنك تقبلها. من ناحية أخرى قد يؤثر قول بعض الأشياء أمام الأطفال على صحتهم النفسية والجسدية. إذن، كيف يمكن حل هذه المعضلة؟
ينبّه خبراء التربية إلى خطورة رفع الصوت والصراخ بين الزوجين أمام الأطفال، لأن الطفل ليس لديه القدرة على ترجمة ما يعنيه ذلك بالفعل، ولأنه لا يفهم الفرق بين الجدال والقتال.
وتسبب أية شتائم من أحد الأبوين للآخر أذى بالغاً للصغير، وتؤدي إلى خلطٍ لديه في المشاعر بين ما حدث وبين ما هو أسوأ، ولا تساعده على تنظيم مشاعره على الإطلاق.
حتى لو وقع الطلاق بين الزوجين عليهما تجنب الجدال أمام الأطفال، الوقت المناسب للجدال هو بعد ذهاب الأطفال إلى الفراش، أو وقت غيابهم عن البيت في المدرسة أو الملعب مثلاً.