كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد واسع في قطاع غزة، لكنه لا يزال يحاول تجنبه موضحة انه "حتى يوم أمس، كان التقييم والاعتقاد في الجهاز الأمني بأنه يمكن وقف التصعيد في الجنوب ولن تتدهور إسرائيل إلى عملية في قطاع غزة ليس معنيا بها الجيش، فيما تعتقد القيادة السياسية أنها لن تحقق نتائج استراتيجية من شأنها تغيير الوضع في الجنوب مقابل حماس".
ووتقول الصحيفة ان " التصعيد بدأ أمس، عند الساعة 6:58 صباحا، حين نفذت حركة الجهاد الإسلامي توعدها بالثأر لمقتل ثلاثة من نشطاء الحركة، هذا الأسبوع، بعد قيام نشطاء الجهاد بزرع قنبلة مفخخة على السياج الحدودي بهدف تنفيذ هجوم".
وقد تعامل الجيش الإسرائيلي حسب الصحيفة بشكل جدي مع تهديدات الجهاد الإسلامي بالانتقام لنشطائها، وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية، يرى الجهاد في تدمير نفقه ومقتل رجاله المحاصرين في النفق حسابا لم يتم تصفيته مع إسرائيل. لذلك، قام الجيش الإسرائيلي بنشر بطاريات القبة الحديدية ونشر قواته على السياج منذ يوم الأحد.
وتابعت "صباح أمس، عندما كان سكان غلاف غزة يستعدون للمغادرة ليوم آخر من العمل ويرسلون الأطفال إلى رياض الأطفال والمدارس، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي وابلًا شمل أكثر من 30 صاروخًا وقذيفة هاون باتجاه كل غلاف غزة، من المجلس الإقليمي شاعر هنيغف ومجلس سدوت هنيغف وحتى مجلس أشكول في الجنوب. وكانت غالبية الذخائر عبارة عن قذائف هاون من عيار 120 ملم، التي تم تهريبها إلى قطاع غزة، والبقية صواريخ قصيرة المدى من عيار 107 ملم الإيرانية الصنع. وقد سقط بعضها في مناطق مفتوحة، لكن قذيفة هاون سقطت بالقرب من روضة أطفال في المجلس الإقليمي أشكول".
وتقول اسرائيل هيوم ان الجيش الإسرائيلي حدد إطلاق النار هذا بأنه أشد وابل على غلاف غزة منذ عملية الجرف الصامد في صيف عام 2014، وخلال نقاش جرى في مكتب وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، عرض رئيس الأركان غادي إيزنكوت بنك الأهداف المعدة للهجوم. وردا على ذلك، في تمام الساعة 12:00 ظهرا، قام عناصر من حماس والجهاد الإسلامي بإخلاء المقرات ونزلوا إلى أنفاق القتال الداخلية في قطاع غزة خوفا من القصف الجوي والبري الإسرائيلي، وشن سلاح الجو أوسع هجوم على قطاع غزة منذ صيف 2014.
وقالت "ارتفعت فطريات الدخان، واحدة تلو الأخرى فوق مواقع الجهاد وحماس المستهدف. وتم قصف أكثر من 35 هدفا في سبع مناطق، بما في ذلك مواقع تخزين الصواريخ والأسلحة وأهداف للقوات البحرية التابعة لحماس وأهداف أخرى للمنظمتين، بينها نفق إرهابي لحركة حماس".
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي رونين مانليس أمس "إن هذا هجوم إرهابي خطير ومنظم ضد المدنيين والأطفال.
وتوضح الصحيفة "إذا كان الجيش الإسرائيلي يعتقد أن الهجوم الجوي الواسع على قطاع غزة سيجعل حماس تأمر الجهاد بوقف إطلاق النار، فقد واصل الجهاد، بعد موجة الهجمات على أهداف حماس، إطلاق قذائف هاون قصيرة المدى باتجاه قواعد الجيش الإسرائيلي، على حدود قطاع غزة.وفي أشد الحالات خطورة، تمكن الجهاد من إصابة ثلاثة جنود بشظايا قذائف الهاون".
وقد أصيب جندي بجروح بين متوسطة وخطيرة جراء شظية أصابت قدميه. وأصيب جنديان آخران بجروح طفيفة. وقامت طائرة مروحية عسكرية بإجلائهم من حدود غزة إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع. ومنذ ساعات بعد الظهر، واصلت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق قذائف الهاون، وإجمالا، حتى مساء أمس، سقطت أكثر من 70 قذيفة صاروخية أو تم اعتراضها في الأراضي الإسرائيلية.
وقام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت بجولة على حدود غزة أمس، واطلع على جاهزية القوات وتحدث مع رؤساء المجالس المحلية في المجتمعات المحيطة بقطاع غزة. ورافقه في الجولة قائد المنطقة الجنوبية الجنرال إيال زامير وقائد كتيبة غزة العميد يهودا فوكس. وقال رئيس هيئة الأركان لرؤساء المجالس المحلية "أقدر جدا القيادة والحصانة المدنية التي يظهرها رؤساء السلطات المحلية والمواطنين في محيط غزة".
مصادر امنية اسرائيلية قالت لصحيفة "نريد خلق وضع يعزز فيه الجيش الردع الذي تولد بعد عملية الجرف الصامد والتوضيح للمنظمات في قطاع غزة أنها خسرت في يوم التصعيد".