من جديد يضرب ارهاب منظمات " تدفيع الثمن " اليهودية المواطنين الفلسطينيين في بيوتهم في قرية دوما ، التي ما زالت تلملم جراح جريمة حرق اسرة بأسرها على ايدي مستوطنين ارهابيين يتخذون من البؤر الاستيطانية المنتشرة في المنطقة ملاذات آمنة بحراسة وحماية قوات الاحتلال . في حينه فاخر وزير جيش الاحتلال موشيه يعلون بأن الجناة معروفون لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية ، ولكن هناك موانع أمنية تحول دون اعتقالهم في اعتراف واضح وصريح بالمسؤولية عن العمل الارهابي الفظيع ، وهم الإرهابي عميرام بن أوليئيل (21 عاما) وقاصر آخر (17 عاما) قاما بمهاجمة منزلين في قرية دوما جنوب مدينة نابلس في اليوم الأخير من تموز (يوليو) . القضاء الإسرائيلي والمحاكم المتفرعة عنه قدم الشواهد بجدارة بأنه أداة من أدوات موظفة في خدمة الأمن ودولة الاحتلال في كل ما يتصل بالاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون على ايدي مجموعات المستوطنين الارهابية ، فهي جزء مهم لتبرير جرائم الاحتلال وسن تشريعات وقوانين تتعارض مع القانون الدولي وحقوق الانسان ، وسيناريو محاكمة قتلة الفتى الشهيد أبو خضير وقتلة عائلة دوابشه معروفة سلفاً في ظل قضاء عنصري يحاكم وفقا للانتماء القومي لا الجرائم المرتكبة . ففي جريمة جديدة في ظل حماية قوات الاحتلال ، وعلى مسمع ومرأى من العالم ، اضرم مستوطنون ينتمون لعصابات " تدفيع الثمن " النار في أحد المنازل في قرية دوما جنوب نابلس ، حيث قاموا بإلقاء زجاجات حارقة شديدة الاشتغال على منزل المواطن ياسر احمد عبد الفتاح دوابشه بعد أن قاموا بتحطيم الحماية الخارجية لإحدى النوافذ ولاذوا كما هي عادتهم بالفرار .
وحمل المكتب الوطني حكومة الاحتلال الاسرائيلي برئاسة بنيامين نتانياهو، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة، واعتبر ان تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه شعبنا، والتعامل مع حكومة الاحتلال بانها دولة فوق القانون يشجع منظمات الارهاب اليهودي على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وفي سياق تسليط الضوء على ممارسات المستوطنين استعرض تقرير صادر عن الأمم المتحدة معاناة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية خلال شهر نيسان الماضي عددا من التطورات المثيرة للقلق في مقدمتها زيادة عنف المستوطنين ومضاعفة الانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم و أراضيهم حيث أشار التقرير إلى تشديد الإجراءات والانتهاكات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي بحق الكثير من التجمعات الفلسطينية في مناطق (ج) سماها ( البيئة القسرية ) التي تواجهها المجتمعات الفلسطينية في المنطقة (ج) و أشار إلى جلسة استماع عقدت في المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 نيسان حول مصير المجتمع الرعوي البدوي في الخان الأحمر و أبو الحلو في ضواحي القدس الشرقية حيث من المتوقع صدور حكم نهائي في المستقبل القريب وبدون الحصول على موافقة حقيقية و مستنيره من السكان وهو أمر يكاد يكون مستحيل الحصول عليه في البيئة القسرية الحالية وهو بمثابة تهجير قسري وإنتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة .
وفي السياق أيضا دان ممثل الاتحاد الأوروبي رؤساء بعثات الاتحاد في القدس ورام الله هدم السلطات الإسرائيلية لمنشات مول الاتحاد بناءها في منطقة مسافر يطا جنوبي الخليل ودعا إلى إعادة المعدات الخاصة بالكهرباء والماء التي صادرها جيش الاحتلال إلى التجمعات الفلسطينية. وأكد الدبلوماسيون موقف الاتحاد الأوروبي المعارض لسياسة إسرائيل الاستيطانية ولإعمالها في هذا السياق بما يشمل هدم ومصادرة و إخلاء وترحيل قسري بما يهدد مبدأ حل الدولتين ودعا السلطات الإسرائيلية إلى وقف هدم ومصادرة البيوت و الممتلكات الفلسطينية بموجب التزاماتها كقوة احتلال وفق القانون الدولي الإنساني
على صعيد آخر صادقت حكومة الاحتلال الاسرائيلي على البدء بتنفيذ مشروع يتضمن بناء 300 وحدة سكنية استيطانية في "بيت ايل" كانت قد صادقت على هذا المخطط قبل ست سنوات لكن اعيق تنفيذه لأسباب سياسية.ونشرت مؤخرا مناقصة لهذا المشروع واجريت جولة للمقاولين في المنطقة شارك فيها بني درايفوس نائب مدير عام التسويق في وزارة الاسكان الاسرائيلية . ووفقا لشروط المناقصة يباع نصف عدد الوحدات في اطار “سعر المساكن” اما النصف الثاني فيباع في السوق الحرة.
فضلا عن ذلك من المقرران تصادق حكومة الاحتلال في جلستها الأسبوعية الاحد المقبل على تخصيص 200 مليون شيكل لتنفيذ مشروع القطار الهوائي فوق القدس القديمة.وسيطرح وزير السياحة ياريف ليفين مشروع القرار امام حكومة الاحتلال.ويستند المشروع الى ارتفاع عدد السياح الى دولة الاحتلال العام الفائت حيث وصل عددهم الى 3 مليون و600 الف ، وان القطار الهوائي سيعزز البنية التحتية للسياحة، حسب ادعائهم حيث انه يمر فوق البلدة القديمة ويمنح السياح مشهدا فريدا.وسيبلغ طول المسافة التي يقطعها القطار من جبل الزيتون الى الحائط الغربي للاقصى 1400 متر.
وفي القدس تواصلت أعمال بناء السور الحديدي في عمق أراضي مقبرة باب الرحمة الإسلامية من قبل " سلطة الطبيعة الإسرائيلية" بحماية قوات مكثفة من الجيش والشرطة و حرس الحدود وذلك بعد أن ردت المحكمة العليا أمر وقف عمل السلطات الإسرائيلية في المقبرة التي تعتبر من أقدم المقابر الإسلامية وتضم جثامين صحابة وآلاف من أبناء المدينة المقدسة والقرى المحيطة. وكثفت الشرطة الإسرائيلية من تواجدها وعززت من القوات الخاصة وقوات حرس الحدود في المقبرة لحماية العمال الذين يقومون ببناء السور لفصل جزء يزيد على 30% من مساحة المقبرة لتمرير مخطط الاستيلاء على أراضيها المحاذية لجدار المسجد الأقصى من الجهة الشرقية لتنفيذ مخطط التلفريك "القطار الطائر"
في الوقت نفسه تقوم حكومة الاحتلال الاسرائيلي بتمويل الحفريات الأثرية بالقرب من ما يسمى "مدينة داود" في القدس بتكلفة 60 مليون شيكل. وستطرح ميري ريغف، وزيرة الثقافة والرياضة، مشروع القرار على طاولة الحكومة يوم الأحد القادم، (الذي تحتفل فيه إسرائيل حسب التقويم العبري بما يسمى "يوم القدس" ، وستقوم بأعمال الحفريات جمعية العاد (وهي جمعية يمينية تعمل ليس فقط في مجال الحفريات بل الاستيطان في البلدة القديمة وفي سلوان . وتدير هذه الجمعية ما يسمى "حديقة مدينة داوود الوطنية"، وتحظى أعمالها بإشراف سلطة الآثار الإسرائيلية. وسيتم تقديم الميزانية بشكل رئيسي من ميزانيات وزارة الثقافة والرياضة ووزارة التعليم على مدار عامين. وجاء في تفسير مشروع القرار أن الحفريات تهدف "إلى ضمان استمرارية كشف الآثار والبحث والتطوير للمواقع الأثرية في القدس القديمة، وبالتالي تعزيز مكانة القدس كمركز دولي للدين والتراث والثقافة والسياحة، وذلك استمرارا لقرار حكومة من العام الماضي، الذي ينص على إعداد خطة شاملة في هذا الموضوع".
وعلى المستوى السياسي يتبارى المسؤولون في حكومة بنيامين نتنياهو من منهم اكثر ولاء للمستوطنين ودفاعا عن النشاطات الاستيطانية . فقد طالب عدد من وزراء حكومة نتنياهو بتبني توصيات اللجنة الخاصة التي عينتها حكومة الاحتلال لدفع تشريع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية لتنظيم مكانة حوالي 7000 مبنى في عشرات الأحياء والبؤر الاستيطانية والإعلان عن مستوطنات جديدة . وكتبت وزيرة القضاء إييلت شكيد على حسابها في موقع التواصل (تويتر) أنه “انتهى عصر اقتلاع المستوطنات في الضفة الغربية بدون سبب”.وأضافت : “إنه تم بقيادة البيت اليهودي تشكيل الطاقم الذي وجد السبل القانونية لتشريع المستوطنات، ووقف عار إخلاء المستوطنات من دون سبب حقيقي . وبدوره قال الوزير أوفير أكونيس: “إن وجهة نظر اللجنة تعتبر تعزيزاً إضافياً ومهماً لتقرير القاضي إدموند ليفي حول تشريع المستوطنات والبؤر الاستيطانية في بالضفة، وعلى الحكومة تبني تقرير ليفي وليس تذويبه” فأنا في كل الأحوال لا اعترف بوجود خط أخضر، أرض إسرائيل بأكملها لنا، ومن واجبنا وحقنا البناء فيها” بينما دعا الوزير زئيف الكين الى التحرك بأسرع ما يمكن لكي يكون الأساس لنهج وزارة القضاء في تنظيم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة”. كما دعا الوزير أوري أريئيل، رئيس الوزراء إلى اعتماد تقرير اللجنة التي ترأستها قاضية المحكمة المركزية، حايا زاندبرغ ووضع حد للتدمير غير الضروري للمستوطنات، التي أقيمت بتشجيع ودعم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة” وقال عضوا الكنيست بتسلئيل سموطريتش ويوآف كيش، رئيسا لوبي أرض إسرائيل في الكنيست: “يقدم التقرير أداة قانونية لتسوية المستوطنات بالضفة وغور الأردن، وسيتم اختبار الحكومة في تطبيق تنظيم عشرات البلدات الجديدة وآلاف المباني في المستوطنات القديمة، في الأيام القادمة.
وفي محاولة أميركية "إسرائيلية" بائسة، للقضاء على فرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس وضمن السياسة الأميركية الداعمة للاحتلال والاستيطان الإسرائيلي تتواصل الاستعدادات لتدشين السفارة،الامريكية في القدس المحتلة، حيث قرر رئيس بلدية القدس، نير بركات، القيام بلفتة تقدير لصاحب هذه الخطوة، الرئيس دونالد ترامب، تتمثل في إطلاق اسمه على الساحة الكبيرة المحاذية لمبنى السفارة. وكانت لجنة التسميات في بلدية القدس قد قررت منذ سنة، حين قرر ترامب نقل السفارة إلى القدس، تسمية الساحة باسم "ساحة الولايات المتحدة". و اجتمعت اللجنة للمصادقة على قرار رئيس البلدية تغيير الاسم وإطلاق اسم ترامب عليها، بحيث ستحمل الآن اسم "ساحة الولايات المتحدة تكريما للرئيس دونالد ترامب". وقال بركات: "الرئيس قرر الاعتراف بالقدس عاصمة للشعب اليهودي، والوقوف إلى جانب الحقيقة التاريخية والقيام بالعمل الصحيح. تسمية الساحة تكريما لترامب هي طريق القدس للتعبير عن محبتها للرئيس ولمواطني الولايات المتحدة الذين يقفون إلى يمين إسرائيل".
و قام رئيس بلدية الاحتلال شخصيا، بتعليق لافتة توجيه إلى بناية السفارة الأمريكية كما وضعت سلطات الاحتلال لافتات إرشادية على الطرق المؤدية لمبنى السفارة، تمهيدا لافتتاحها. وقال بركات: "هذا ليس حلما بل واقع. أنا فخور ومتأثر بتعليق أوائل اللافتات التي تشير إلى السفارة الأمريكية، هذا حدث تاريخي واشكر ترامب على ذلك/ القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي، والان بدأ العالم الاعتراف بذلك." وفي الوقت نفسه تم تزيين شوارع القدس بأعلام إسرائيل والولايات المتحدة تمهيدا للحدث.
وبدورها تستعد الشرطة "الإسرائيلية" بشكل استثنائي للأسبوع القادم الذي وصفته بـ "الأصعب"، حيث من المتوقع أن تقوم بتأمين الاحتفالات "الإسرائيلية" بما يسمى "يوم القدس" (الذي جرى فيه استكمال احتلال شطري المدينة)، بنشر الطائرات المروحية للمراقبة ، في الحي الذي سيفتتح فيه السفارة ، حيث من المقرر عقد العشرات من الفعاليات في هذا اليوم في القدس، وتبلغ ذروتها في مسيرة الأعلام "الإسرائيلية" والتي سيشارك فيها أكثر من 20000 مستوطن.


