أصدر عدد من الشخصيات الوطنية والأكاديمية في إسبانيا بياناً، يطالبون في رفع العقوبات والحصار عن قطاع غزة.
ونص البيان كما يلي:
بـيـان تـضـامـن مـع أهـلـنـا فـي قـطـاع غـزة صادر عن فـلـسـطـيـنـي إسـبـانـيـا
انطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية ومن انتمائنا السامي لشعبنا الفلسطيني، وتعبيراً من واجبنا والتزامنا الشخصي تجاه قضيتا النبيلة العادلة، فإننا، بعد المتابعة عن كثب لكافة الأحداث الجارية على الساحة الداخلية، وتحديداً ساحة قطاع غزة، نرغب، من خلال البيان التالي أبداء وبحزم موقفنا الرافض تماماً لكل ما يعانيه أهلنا في هذه القطعة الجغرافية المباركة من مأساة وحصار وابتزاز وإقصاء وتهميش مقصودة، التي لم يكن له يوماً مثيل في تاريخ نضال شعبنا.
كما نود، من خلال البيان التالي، الإعراب عن تضامنا التام مع أهلنا في القطاع وعزيمتنا الدائمة في تقديم كافة أنواع الدعم لهم والتزامنا تجاه، بغض النظر عن الوضع السياسي القائم. في الوقت نفسه، فإننا نرغب في التعبير عن رفضنا الجازم لأي عمل تعسفي، ابتزازي، استفزازي، عقابي وانتقامي يهدف إلى زعزعة عزيمة أهلنا في القطاع، بأي طريقة كانت ولأيً من الأسباب المزعومة أو الأهداف المستترة أو الذرائع المفبركة. أننا على دراية بأن الإجراءات المتخذة ضدهم لن تؤدي سوي إلى فصل القطاع جغرافياً وسياسياً ودفعة نحو المجهول، ما سيجعل من عملية بلع الضفة من قبل العدو الإسرائيلي الغاشم أمراً أكثر من سهلاً.
كلنا على يقين بأن مختلف الأفعال الهدامة والعقوبات الابتزازية التي تمارس ضد أهلنا في قطاع غزة لن تخدم بتاتاً قضيتنا الوطنية، بل سوف تضعف عزيمة شعبنا، في الداخل قبل الخارج، في مواجهة المحتل الإسرائيلي. من جهة أخرى، نؤكد بأن زعزعة الإرادة من خلال الأفعال المشبوهة لن تنقص من هوية أهل قطاع غزة الوطنية ومن عزيمة أبنائه في متابعة النضال ورفع علمنا فوق كافة المقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية، ابتداء من القدس الشريف.
أننا على يقين بأن باقي التصرفات المشبوهة والانفراد بالسلطة من قبل مجموعة معينة ومحاولات الهيمنة أدت ومازالت تؤدي فقط إلى تحييد القوى الوطنية الفاعلة في مختلف الساحات، لتبقي هذه المجموعة المنتفعة تسامر وتقامر وتتفشخر باسم القضية. مثل هذه التصرفات سوف تسهل الطريق على العدو الإسرائيلي في عملية تركيع أهلنا في القطاع. وهذا شيء مرفوض تماماً من قبلنا ومن قبل كل فلسطيني غيور على شعبة وقضيته.
ننعى بحزن وألم جميع شهدائنا الأبرار الذي استشهدوا خلال مسيرة العودة وغيرها، كما نعزي ذويهم ونتضرع إلي الله أن يدخلهم فسيح جناته ونتمنى الشفاء العاجل والسلامة التامة لجميع الجرحى والمصابين.
نرفض أي عملية تجويع أو محاولات تركيع أهلنا في القطاع من خلال ابتزازهم في قوتهم اليومي، لإن مثل ذلك لا يهدف سوي إلى أبعاد أهلنا في القطاع، وكل من له صلة مباشرة أو غير مباشرة، عن أهدافهم النضالية.
نطالب كافة القوى الوطنية بالانخراط والعمل الجاد من أجل إعادة اللحمة الوطنية وإنهاء الفرقة المقيتة، والتخلي عن كافة محاولات الانتقام السياسي والمدني. يجب العمل على تقوية هذه اللحمة على أساس المساواة في الواجبات قبل الحقوق. كما نحث باقي القوى الفلسطينية العمل على إيجاد توازن يبعد عن شعبنا الهيمنة الانانية من قبل مجموعة هدفها الدنيء الاستفادة وجعل الثورة مجرد ثروة، على حساب قضية شعبنا.
نرفض تماماً ونطالب وبشكل فوري برفع الحصار المفروض على القطاع من الصديق قبل العدو، كما نحث على التوقف عن أي أعمال انتقامية إضافية ضد أهلنا في قطاع غزة. مثل هذه الأفعال لن تثني أحداً عن نواياه ولن تجدي نفعاً. فقط سوف تزيد من شرخ الانقسام بين أبناء الشعب الواحد، كما هو حاصل للأسف حالياً.
نحث على الإلغاء الفوري وغير المشروط لكافة الإجراءات التعسفية ضد قطاع غزة، من قطع للرواتب والكهرباء ووسائل الاتصالات المختلفة. كما نطالب بعدم الاستمرار في ابتزاز مختلف الشرائح الوطنية. أهل قطاع غزة ليسوا هم العدو، وإنما هم العمق الاستراتيجي للنضال الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج.
نرفض كافة الضغوطات المباشرة والغير مباشرة على أهلنا في قطاع غزة واستخدامهم رهينة في أي لعبة سياسية قذرة. من يريد الانتقام أو يرغب في استعادة أو البقاء في سلطة فما عليه سوي البحث عن سبل ديمقراطية توصله أو تبقيه في دفة الحكم. علماً أن شعبنا سئم الوضع القائم واشمأز ممن تدعي ظلماً وبهتاناً بأنها قيادة وطنية. كما أنه على دراية بخفايا الأمور ولن يتأخر في حسمها، كما فعل في مرات عديدة.
نحض على إجراء انتخابات عاجلة بهدف خلق شرعية وطنية جديدة بديله للقائمة المتصارعة على جثث الشهداء وعذاب الأبرياء، علماً أن هناك اعتقاد جازم بأن الشرعية القائمة هي شرعية القوة والاضطهاد والرهان حتى على الاعداء. يجب أن تكون هنالك انتخابات حقيقية تعبر عن الإرادة العامة. انتخابات تؤدي إلى تداول السلطات وتوزيعها، الإرادة العامة هي فقط القادرة على دحض الأفكار الهمجية والأعمال الانتقامية غير الوطنية.
يجب تشكيل حكومة إنقاذ تشارك فيها كافة القوى الوطنية بمساواة فعلية وليست شكلية. الواقع يشير بعدم إمكانية هيمنة قوة واحده على كافة زمام الأمور. يجب أن تشكل هذه الحكومة من كفاءات عالية وليس من شخصيات لا تملك الحد الأدنى من الرصيد والمؤهلات. كما يجب أن تعمل هذه بعيداً عن كافة معايير الانتهازية والمحسوبية، التي للأسف نخرت مختلف الأطر الوطنية. حكومة قادرة على إعادة القوى الوطنية الي مسار النضال، بعد أن انسلخت هذه عنه نتيجة التصرفات والقرارات الغير عقلانية. حكومة وطنية قادرة على أن توحد لا أن تفرق.
إعادة هيكلة مختلف المؤسسات التمثيلية الفلسطينية، للسماح لمختلف القوى المشاركة فيها وفي أخذ القرارات المصيرية للشعب الفلسطيني. مع العلم أن المؤسسة العليا، منظمة التحرير، هي، كما يعي الجميع، أضحت مجرد مؤسسة شكلية تعمل حسب إرادة أحادية الجانب وبدون مرجعية شمولية واضحة المعالم، ضمن مجتمع فلسطيني أصبحت فيه التعددية أمر أكثر من بديهي. يجب تحديث هذه المؤسسة وتفعليها، فالمستقبل غير مضمون ومتقلب، وشعبنا في حاجة لمؤسسة تعكس بحق الواقع التعددي وتمثل بعدل مختلف القوى الوطنية.
إننا على يقين بأن صلابة إرادة أهلنا في قطاع غزة أقوى من أن يكسرها حصار أو أن تردعها عقوبات. هذه الإرادة قارعت العدو بدون تردد، وهي حتماً قادرة على مواجهة كل ما تسول له نفسه تجاوز حدود المنطق. نحن أبنائه على دراية بجبروت إرادة أهلنا ونتشرف بالانتساب لها ونؤكد، بأننا لن نوفر جهداً في الاستمرار في مساندتهم، استناداً إلى فكرة ناصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.
وختم البيان" نتمنى، من جهة، أن نكون من خلال البيان هذا قد أوصلنا الفكرة وأوضحنا الرؤية، كما نحث، من جهة أخرى، إذ تفاقمت الضغوطات وتدهور الوضع الاقتصادي والسياسي أكثر، على تشكيل "هيئة تنسيقية" في إسبانيا، يكون هدفها الدفاع عن قضيتنا الفلسطينية عامة ومناصرة أهلنا في قطاع غزة خاصة".