أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) مسبارا جديدا في أحدث مهمة لها لاستكشاف على الكوكب الأحمر.
وسيكون المسبار "إنسايت" أول مركبة فضائية تركز مهامها على دراسة أعماق كوكب المريخ بهدف التعرف على أوجه الاختلاف بينه وبين كوكب الأرض.
وستثبت المركبة، المقرر لها الهبوط على الكوكب الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني، أجهزة لقياس الزلازل على الكوكب لدراسة "الزلازل المريخية".
ويأمل الباحثون أن تساعد البيانات التي سيحصلون عليها على فهم الطريقة التي تشكل بها المريخ قبل أكثر من 4 مليارات من الأعوام.
ويتوقع أن تكشف هزات المريخ تركيبة الصخور تحت سطحه، وبالتالي مقارنة البيانات التي سيجمعها المسبار مع تركيبة الأرض.
ويوضح بروس بانردت، وهو باحث يشرف على مهمة إنسايت: "بينما تنتقل الموجات الزلزالية عبر المريخ، ستقوم مقاييس الزلازل أثناء هذه العملية ومن خلال الانتقال بين مختلف الصخور بجمع المعلومات".
وأضاف: "بعد رصد عدد كبير من الزلازل من اتجاهات مختلفة، قد يمكننا وضع رؤية ثلاثية الأبعاد لكوكب المريخ من الداخل".
وأطلق المسبار من قاعدة فانديبيرغ الجوية في ولاية كاليفورنيا في الساعة 04:05 بالتوقيت المحلي.
ومن المقرر أن تقضي المركبة 728 يوما في دراسة أعماق الكوكب الأحمر.
وكانت ناسا قد أرسلت آخر أجهزة قياس الزلازل إلى الكوكب الأحمر في السبعينيات من القرن الماضي.
وعلى عكس المركبات الأخرى، سيضع إنسايت أجهزة قياس الزلازل التي يحملها على متنه مباشرة داخل تربة المريخ.
ومن غير الواضح عدد الزلازل التي ستكتشف على مدار عام تقريبا، لكن تقديرات تفيد بأنها عشرات الزلازل.
ويحتمل أن تكون الزلازل بسيطة، إذ يتوقع ألا تتجاوز قوتها بأي حال من الأحوال 3 درجات، وهي المستويات التي يمكن لسكان الأرض النوم خلالها.
وزودت فرنسا المركبة بأجهزة استشعار عريضة النطاق من شأنها اكتشاف الهزات الأرضية منخفضة الترددات، بينما ساهمت بريطانيا في المهمة بثلاثة مقاييس زلازل صغيرة، الذي يبلغ حجم الواحد منها حجم الجنيه المعدني، والتي ستعمل على تتبع الترددات العالية.
وقال توم بايك، من كلية إمبريال في لندن، إن "نمط الزلازل المريخية سيكون أمرا مهما للغاية".
وأضاف: "على كوكب الأرض، تتماشى الهزات الأرضي بدرجة كبيرة مع حافة الصفائح التكتونية".