قدّم طلبة من المدارس الحكومية بغزة 31 بحثاً علمياً محكماً في عدة مجالات تطبيقية وحياتية وفكرية، وذلك خلال مشاركتهم في المؤتمر العلمي الطلابي المدرسي الثالث "نحو إعداد جيل بحثي واعد"
ويعد هذا المؤتمر السنوي أكبر مؤتمر في مجال البحوث العلمية المدرسية يعقد على مستوى فلسطين وتنظمه وزارة التربية والتعليم العالي بغزة ضمن مشروع الوزارة الخاص بنشر ثقافة البحوث العلمية لدى الطلبة الناشئة.
وعُقد المؤتمر هذا العام برعاية من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة بحضور حشد من الطلبة والمعلمين والمختصين وأساتذة الجامعات الذين أشادوا بهذا المشروع ونوعية الأبحاث المقدمة التي كانت من الواقع المعاش وتحت 4 محاور هي : العلوم التطبيقية والبيئية، والصحة المدرسية ، وقضايا وطنية ، والتعليم المدرسي.
وقاد الطلبة الجلسات بأنفسهم، وخرجوا بتوصيات كثيرة منها الاهتمام بمصادر الطاقة البديلة واعتماد خطط خاصة بوقف التلوث البيئي، وتطبيق الزراعة العصرية في فلسطين، واعتماد برامج شاملة للتوعية الصحية، واستخدام الواقع المعزز في التعليم، وتوظيف شبكات التواصل في مجال المواطنة والقيم ، والعمل على فضح جرائم الاحتلال بحق الأطفال.
وخلال افتتاح المؤتمر أكد وكيل وزارة التربية والتعليم العالي د. زياد ثابت أنه إذا كانت دولة الاحتلال "إسرائيل" في مقدمة الدول التي تهتم بالبحث العلمي فهي على رأس الدول التي تغتال البحث العلمي والعلماء.
وأضاف:" إذا كان قد اُغتيل الشهيد العالم الدكتور فادي البطش، فإن ردنا هو تزويد الميدان الفلسطيني بمئات الالاف من الباحثين والعلماء ، والذين سيكون لهم دور في بناء الوطن وتنميته.
ولفت ثابت إلى أن الوزارة ورغم شح الإمكانيات وأزمات الرواتب، وموازنات المدارس التي تكاد تكون صفراً إلا أننا نواصل العمل والجهود مستمرة والإنجازات تتحقق من قبل جميع طواقمنا العاملة وطلبتنا في مختلف المجالات التعليمية مثل البحوث العلمية والابتكارات والقراءة والمطالعة والنشاطات الطلابية.
وأشاد ثابت بكل القائمين على إنجاح مشروع البحث العلمي، كما قدّم الشكر للكلية الجامعية على رعاية المؤتمر.
من جهته أكد وكيل الوزارة المساعد للتعليم العالي د.أيمن اليازوري أن إنتاج المعرفة يجب أن تبدأ منذ الصغر وثقافة البحوث يجب أن تبذر بذورها الأولى في المدارس والتعليم العام.
وأضاف:"من هنا رأت وزارة التربية وضمن تطوير التعليم تنفيذ مشروع البحث العلمي ليضع الطلبة في مستوى إنتاج المعرفة، وهي أعلى نشاط عقلي لإعداد الطلبة المتميزين وبناء القامات العلمية المؤهلة للصمود وأن تكون رأس الحربة نحو العودة والتحرير.
من جهته أكد رئيس الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية أ.د رفعت رستم أن هذا المؤتمر يثلج الصدور وهو إشارة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح، خاصة وأن الدول التي عرفت الاستقلال والحرية أول شيء فكرت به هو النهوض بمرافق البحث العلمي.
ولفت رستم إلى أن الكلية يسعدها التعاون مع وزارة التعليم في النهوض بالبحث العلمي والمشاريع الطلابية الريادية.
في نفس السياق تحدث رئيس لجان مشروع البحث العلمي د. خالد النويري عن المشروع بشكل تفصيلي وأهدافه ذات العلاقة باقتصاد المعرفة وقال:" بلغ عدد المدارس المشاركة هذا العام 60 مدرسة بواقع ألف طالب وطالبة، حيث أجرى هؤلاء الطلبة 270 بحثاً علمياً وبعد التحكيم الذي تم على مراحل تم الحصول على 31 بحثاً من إعداد 140 طالباً وطالبة، كما تم خلال العام عقد 7 مؤتمرات علمية بحثية في المديريات بمشاركة الطلبة أنفسهم.