أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير أصدرته اليوم الأحد، بأن عدداً من الأسرى القابعين في معتقلي “عسقلان” و "النقب"، يعانون من أوضاع صحية صعبة للغاية، نتاجاً لاستمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم، واتباع سياسة الموت البطيء من خلال إعطائهم مسكنات تفاقم من حدة مرضهم وإصابتهم.
وأفاد محامي الهيئة كريم عجوة عقب زيارته للأسير المقعد محمد براش (39 عاماً) سكان مخيم الأمعري قضاء مدينة رام الله، بأنه حالته الصحية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ويعتبر ابراش من أخطر من الحالات المرضية القابعة في معتقلات الاحتلال الاسرائيلية، حيث فقد السمع والبصر داخل المعتقلات، كما يعاني من بتر في القدم اليسرى بسبب شظية أصيب بها عند اعتقاله عام 2003، وهو بحاجة ماسة لإجراء عمليات تنظيف متخصصة لها وتركيب طرف إصطناعي يتوائم مع قدمه المبتورة من الركبة، كما أنه بحاجة إلى إجراء عملية زراعة قرنية.
وأضاف عجوة، بأن الأسير ابراش قام يوم الأحد الماضي بتقديم التماس لادارة المعتقل، بضرورة تقديم العلاج اللازم له بأسرع وقت ممكن، بسبب ما يعانيه من تدهور خطير ومتسارع على وضعه الصحي.
في حين يشتكي الأسير أمير أبو رداحة من مخيم الأمعري في رام الله، من آلام حادة في ساقيه، خاصة في منطقة الركبة، وفي كثير من الأحيان لا يستطيع الوقوف أو المشي، وهو بحاجة إلى أخصائي عظام لمتابعة حالته الصحية، لكن إدارة معتقل “عسقلان” تماطل في تحويله وتكتفي بإعطاءه مسكنات للآلام دون تقديم علاج حقيقي لحالته الصحية.
كما وكشف تقرير الهيئة عن عدة حالات مرضية صعبة تقبع في معتقل “النقب” ومن بينها، حالة الأسير رجائي عبد القادر (35 عاماً) من بلدة دير عمار قضاء رام الله، والذي تفاقم وضعه الصحي عقب تعرضه لمعاملة مهينة وقاسية أثناء نقله في “البوسطة”، حيث أُصيب منذ ستة أشهر بآلام حادة في المنطقة السفلية من جسده وخاصة منطقة الخصيتين، وقد تم إجراء عملية جراحية له لاستئصال كتلة من الخصية اليمنى، كما وأُجريت له فحوصات عديدة، لكنه لم يطلع على نتائج الفحوصات وصور الأشعة التي أُجريت له، ولم يتلق العلاج المطلوب، مما أدى إلى تدهور خطير على حالته الصحية.
بينما يعاني ابراهيم القواسمة (26 عاماً) من بلدة بيت فجار في بيت لحم، من مشاكل في شبكية العين اليسرى، وقد تفاقم وضعه الصحي بعد خوضه الاضراب المفتوح عن الطعام لمدة (41 يوماً) على التوالي العام الماضي، مما أدى فقدان نظره بشكل شبه كامل، ولا زالت إدارة معتقل "النقب " تماطل في تقديم العلاج وترفض إجراء عملية جراحية لازمة له.
أما عن الأسير سامي زيود (42 عاماً) من قرية السيلة الحارثية قضاء جنين، فهو يمر بوضع صحي سيء، فهو يعاني من إصابة بالفك الأسير وفي رقبته تعرض لها أثناء اعتقاله، وقد أُجريت له عملية جراحية، إلا أنه ما زال يعاني من لحظة اعتقاله بآلام حادة مكان الإصابة، ولا يستطيع بلع الطعام، وقد ذكر الأسير بأنه لا يقدم له أي علاج لحالته الصحية، وأنه طالب إدارة المعتقل أكثر من مرة بتزويده بخلاط كهربائي لطحن الطعام، لكنها لم تستجب حتى اللحظة.