أعلن صندوق التبرعات الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، اليوم الخميس، عن صرف 2.2 مليون دولار للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية العاجلة، التي نجمت عن الارتفاع الهائل في أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين بمسيرات العودة في قطاع غزة.
وقال المنسق الإنساني، جيمي ماكغولدريك، في بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "على مدى أربعة أسابيع من المظاهرات التي نُظمت أيام الجمعة، أُصيب عدد أكبر بكثير من الفلسطينيين بجروح في قطاع غزة ممن أصيبوا خلال الثلاثة أعوام السابقة مجتمعة". واستطرد ماكغولدريك قوله: "إن هذا الارتفاع الهائل يخلّف أثرًا كارثيًا على القطاع الصحي الذي يعاني في الأصل في غزة، ومما يزيد الوضعَ سوءًا العنف الذي يستهدف العاملين في مجال الصحة الذين يقدمون خدمات الإسعاف الأولي في الميدان والصعوبات التي تواجه بعض المرضى في الوصول الى الرعاية الطبية الطارئة خارج قطاع غزة."
فمنذ يوم 30 آذار/مارس 2018، استشهد 40 فلسطينيًا في غزة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلبهم في سياق هذه المظاهرات. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، أصيبَ 5,511 فلسطينيًا بجروح خلال المظاهرات التي شهدتها غزة، من بينهم 1,499 شخصًا أُدخِلوا إلى المستشفيات الحكومية عقب إصابتهم بالذخيرة الحية.
من خلال هذه المنحة، وحسب بيان "أوتشا" فسوف يقدّم صندوق التبرعات الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة الدعم للجهات الفاعلة في مجاليْ الصحة والحماية في غزة، عبر تقديم التمويل اللازم للأدوية والمستهلكات الطبية والمواد المخبرية التي تستدعيها الحاجة الماسّة لتقديم الرعاية الطبية على الخطوط الأمامية وفي المستشفيات، بالإضافة إلى السماح بنشر الفرق الطبية المتخصصة في حالات الطوارئ والضرورية لإجراء العمليات الجراحية المعقدة، من جملة احتياجات أخرى ضرورية.
وسوف يمكّن هذا التمويل أولئك الذين تكبدوا أضرارًا مباشرةً من الأزمة من تلقّي خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الملائمة، وإسناد عمليات رصد الانتهاكات المحتملة التي تمسّ الحماية والتحقق منها وتوثيقها، وكذلك تقديم الدعم اللازم للجرحى اللذين يحتاجون للعلاج الطارئ خارج قطاع غزة واللذين تم رفض خروجهم من قبل السلطات الإسرائيلية لتأمين التصاريح اللازمة.
وقال ماكغولدريك: "لكل فلسطيني قُتل أو أُصيب بجروح خلال الأسابيع القليلة الماضية أسرة طالها الضرر أيضًا. فالآثار البدنية والنفسية التي تخلّفها الأحداث الأخيرة ستستمر لسنوات." وأضاف: "يشكّل التمويل الذي رصده صندوق التبرعات الإنسانية للأرض الفلسطينية المحتلة خطوة مهمة للتأكد من أن ضحايا العنف الفلسطينيين يتلقون العلاج الذي يحتاجون إليه على المدى القريب. ومع ذلك، تقتضي الضرورة أن يزيد المانحون الآخرون مساهماتهم أيضًا."
وتحتاج المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني إلى ثلاثة ملايين دولار أخرى على الفور للاستجابة للاحتياجات التي طرأت منذ يوم 30 آذار/مارس، وذلك بالإضافة إلى 406 مليون دولار جرى طلبها خلال العام 2018 لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة، والتي نشأت بصورة رئيسية عن الحصار الإسرائيلي المتواصل والانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني.
يذكر أن صندوق التبرعات الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة يمثل صندوقًا مشتركًا للطوارئ، وتكفلت بدعمه خلال العامين 2017 و2018 كلٌّ من: بلجيكا وألمانيا وأيسلندا وإيرلندا وإيطاليا ومالطا والنرويج وإسبانيا والسويد وسويسرا وتركيا. ويتولى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إدارة هذا الصندوق بالنيابة عن المنسق الإنساني لدعم تقديم الاستجابات الإنسانية الاستراتيجية التي تحدّدها خطة الاستجابة الإنسانية، ودعم أشكال الاستجابة للأحداث غير المتوقعة.