مع اقتراب موعد وصول جثمان العالم الفلسطيني فادي البطش، الذي اغتيل في العاصمة الماليزية كولالمبور برصاص مجهولين قبل بضعة أيام، إلى مسقط رأسه في قطاع غزة، عن طريق معبر رفح، كشف مصدر مسؤول في حركة حماس، التي ينتمي اليها عالم الطاقة الفلسطيني، أن التحقيقات الجارية في عملية الاغتيال «تحرز تقدما».
وقال مصدر مسؤول في حماس فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «ملامح خيوط الجريمة وهوية المنفذين بدأت تنكشف».
وكان البطش الذي يحمل الدكتوراة في الطاقة، والحاصل على عدة شهادات تقدير، اغتيل مطلع الأسبوع الحالي، في كوالالمبور، بينما كان في طريقه لأداء صلاة الفجر في أحد المساجد القريبة من مكان سكنه. وأطلق شخصان يستقلان دراجة نارية النار صوبه من مسافة قريبة، ما أدى إلى إصابته بأكثر من14 رصاصة.
ومن المقرر أن يصل جثمان الشهيد البطش قريبا إلى قطاع غزة لمواراته الثرى، بعد الانتهاء من عملية تشريح جثمانه من قبل السلطات الماليزية المختصة، التي فتحت تحقيقا في الحادث.
وشيع أمس آلاف الماليزيين جثمان البطش، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، العديد منهم من طلبة وأصدقاء الشهيد، والمناصرين للقضية الفلسطينية وأعضاء الجالية الفلسطينية، من مسجد «إدامان»، الواقع على مقربة من مكان سكنه، وهو المسجد الذي كان يؤم فيه البطش المصلين أحيانا، وأديت عليه صلاة الجنازة، وإلقاء نظرة الوداع الأخير، قبل نقله من هناك للمطار.
وترافق الجثمان زوجة الشهيد البطش وأطفاله الثلاثة، حيث تقرر عودتهم إلى غزة، بعد موافقة السلطات المصرية على ذلك.
وفي غزة تجري حركة حماس ترتيبات لتشييع جثمان الشهيد في موكب جنائزي كبير يليق بمكانته، من مكان سكن عائلته في بلدة جباليا شمال القطاع.
يشار إلى أن حماس أرسلت إلى ماليزيا وفدا قياديا، بعد عملية الاغتيال لمتابعة مجريات التحقيق
وأكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في وقت سابق، أن حركته ستقوم بكل ما يلزم من أجل كشف ملابسات جريمة الاغتيال، متوعدا الجهة المنفذة بـ «دفع الثمن». وقال خلال مشاركته في بيت عزاء البطش الذي أقامته عائلته «سوف يكون بيننا وبينه (من نفذ الاغتيال) فاتورة حساب مفتوح بهذا الموضوع، وسوف يدفع الثمن قطعاً».
وأتهم بشكل مباشر جهاز «الموساد» الإسرائيلي بالمسؤولية عن اغتيال العالم البطش، مشدداً على أن حركته «لا يمكن أن تفرط بدماء أبنائها وشبابها وعلمائها»..
وامتدح هنية البطش، وقال إنه «كان سفيراً لفلسطين في أسلوبه وعمله وعلمه ودعوته وأستاذيته وإبداعاته واختراعاته وفيما قدمه لماليزيا وللشعب الفلسطيني والأمة».
وكان وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد ألمح بوقوف إسرائيل وراء عملية التصفية، حين وصف المهندس البطش بـ»الإرهابي»، رغم نفيه قيام جهاز «الموساد» بتنفيذ عملية التصفية. وأشار إلى أنه جرى الطلب من مصر بشكل رسمي، عدم السماح بإدخال جثمان الشهيد البطش إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح، وهو ما لم يتم.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن عملية الاغتيال تشابه أسلوب «الموساد» الإسرائيلي في التصفية. وذكرت أن عملية استهداف البطش بهذه الطريقة، ترجع لعمله خلال الفترة الماضية على تطوير أداء طائرات الاستطلاع التي تملكها حركة حماس.
وكانت الشرطة الماليزية قد قالت إن شخصين يشتبه فيهما باغتيال العالم البطش لا يزالان موجودين في ماليزيا، ونشرت الشرطة هناك صورا للمنفذين، اللذين قالت إنهما دخلا أراضيها في يناير/ كانون الثاني الماضي. وذكر المفتش العام للشرطة الماليزية محمد فوزي هارون، أنه يشتبه بأن منفذي عملية الاغتيال استخدما هوية مزورة، لدى دخولهما بلاده أو أثناء وجودهما فيها.
وكانت قد عثرت أول أمس على الدراجة النارية التي استخدمت في عملية اغتيال البطش، في أحد الأسواق الواقعة على بعد كيلومترات من مسرح الجريمة.