أطلقت محكمة هندية سراح نجم بوليوود الممثل سلمان خان، بكفالة مالية بعد قضائه يومين في السجن تنفيذا لحكم صدر بحبسه 5 سنوات لاصطياد نوع من الظباء الهندية النادرة، في عام 1998.
وكان دفاع المتهم قد شكك في الاختبارات التي جرت على الحيوانات وأهلية الشهود، بحسب موقع إخباري هندي.
وكان خان، 52 عاما، قد قتل ظبيين من النوع الأسود النادر قبل 20 عاما، أثناء تصوير فيلم في ولاية راجاستان، وصدر الحكم بسجنه وتغريمه 10 آلاف روبية هندية (154 دولارا)، الخميس الماضي.
وبرأت المحكمة أربعة ممثلين آخرين كانوا معه في القضية، بعد التأكد من أنهم شاركوا في تصوير الفيلم فقط ولم يتورطوا في قتل الظباء.
وقضى خان بالفعل ليلتين في سجن جودبور، مدينة تقع في ولاية راجستان غربي الهند، قبل إطلاق سراحه، ومازال لديه الحق في استئناف الحكم أمام محكمة أعلى.
ورغم درجات الحرارة الحارقة إلا أن حشدا من المواطنين تجمعوا خارج مبنى المحكمة لإعلان دعمهم للممثل الشهير، بحسب "نيتين سريفاستاف" مراسل بي بي سي في المدينة.
وفور إعلان الحكم بالإفراج عن سلمان خان، انطلقت الموسيقى وأخذت الحشود في الرقص والهتاف باسمه.
ويقول مراسل بي بي سي إن الآراء كانت منقسمة حول القضية والحكم الذي صدر فيها، وطالبت الجمعيات والنشطاء العاملين في مجال حقوق الحيوان بتغليظ العقوبة لضمان عدم تكرار هذه الأمر.
ماذا وراء قضية سلمان خان؟
هذه هي القضية الرابعة التي اتهم فيها سلمان خان بسبب اصطياد حيوانات أثناء تصوير فيلمه "هام ساث ساث هين" أو نحن معا، عام 1998.
في عام 2006، أدانت محكمة هندية الممثل في قضيتي صيد وصدر حكمين منفصلين بسجنه لعام ولخمسة أعوام. وعلقت المحكمة العليا بولاية راجستان أحكام السجن في 2007، ثم ألغت الحكمين في 2016.
واستأنفت حكومة الولاية ضد إلغاء أحكام السجن أمام المحكمة العليا الهندية.
وحصل خان، عام 2017، على حكم البراءة في القضية الثالثة، التي واجه خلالها اتهامات بامتلاك أسلحة بدون ترخيص واستخدامها في صيد الحيوانات البرية عام 1998.
وكانت كل تلك القضايا مرفوعة من جانب جماعة بشنوا المحلية، التي تعبد وتقدس الظبي الأسود.
هل واجه خان قضايا أخرى؟
في ديسمبر/أيلول 2015، حصل على البراءة في قضية قتل رجل مشرد وإصابة أربعة آخرين، صدمهم بسيارته ثم هرب من المكان دون مساعدتهم.
وزعم الضحايا أنه مر فوقهم بسيارته بينما كانوا نياما في الشارع، في مدينة مومباي.
وكانت المحكمة الأولية قد أدانته بالسجن في مايو/ آيار 2015. لكن دفاعه أكد أن الممثل لم يكن هو من يقود السيارة وكان سائقه الخاص هو من يتولى القيادة، لكن القاضي قال إن خان هو من قاد السيارة وكان تحت تأثير الكحول.
وبعد سبعة أشهر برأته المحكمة العليا من القضية، وقالت إن الأدلة الرئيسية لا يمكن الوثوق بها، حتى شهادة الشرطي، الذي قال إن خان هو من قاد السيارة، لم يكن بالإمكان التأكد منها لوفاة الشرطي بعد ذلك.
ما هي قيمة سلمان خان في الهند؟
أحد أكبر وأهم نجوم السينما الهندية بوليوود، ظهر في أكثر من 100 فيلم ويحظى بشعبية جارفة وعدد هائل من المعجبين في جميع أنحاء البلاد.
غالبية جمهوره من الطبقة المتوسطة ومن يتحدثون اللغة الإنجليزية، كما يعد النجم المفضل للطبقة الفقيرة، رغم أن تذاكر أفلامه لا تكون رخيصة وتتخطى قيمتها 350 روبية (5.20 دولارا).
يبلغ عدد متابعيه على الفيسبوك 36 مليون شخص، وعلى تويتر أكثر من 32.5 مليون شخص.
ممثل برع في الأفلام الرومانسية وأفلام الحركة ويمتاز بجسد رياضي ممشوق، وفاز بالعديد من الجوائز الهندية الهامة.
هل أثرت القضية الأخيرة على شعبيته؟
تقول راجيني فيدياناثان، مراسلة بي بي سي في العاصمة دلهي، إن شعبيته مازالت جارفة، فكل يوم تتدفق الجماهير على المبنى الذي يقطنه في ضاحية باندرا بمدينة مومباي، حتى يشاهدوه فقط أثناء خروجه أو عودته.
وتضيف، قابلت ذات مرة بعض معجبيه الذين سافروا لمدة خمس ساعات بالحافلة وانتظروا في الحرارة الحارقة أمام البناية حتى يخرج ويلوح لهم من الشرفة.
مازالت أفلامه تحقق نجاحا جماهيريا كبيرا في المدن والمناطق الريفية. وفي بلد مثل الهند يقدس فيها نجوم بوليوود فإن سلمان خان يعد معبود الجماهير.
ورغم كل القضايا الأخيرة إلا أنه من المستبعد أن تؤثر على شعبيته أو النجاحات التي حققها في السينما، نظرا لأنه شخصية محترمة وموقرة بشدة إلى درجة التقديس.