أكد قائد قوى الأمن في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم، التوصل إلى أدلة بعد اعتقال مشبوهين في تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله لدى دخوله غزة الثلاثاء الماضي.
وقال أبو نعيم، في مقابلة خاصة مع شاشة "الغد"، إن الأجهزة الأمنية اعتقلت أشخاصا وأخضعتهم للتحقيق والمتابعة في حادث التفجير، لافتا إلى أن الأدلة التي توفرت تشير إلى إثر معين يتم تتبعه.
وأضاف فيما يخص ملف المصالحة، أن الوفد الأمني المصري قطع شوطاَ كبيراَ في تذليل عقبات تعترض المصالحة.
وفي سياقٍ منفصل شدد أبو نعيم، على أن الأجهزة الأمنية لن تسمح بالإخلال بالأمن المصري من قطاع غزة، وأنها تعمل من أجل الحفاظ على الحدود، وأن لا يتم من خلاها التأثير على مجريات الأحداث في سيناء.
وتابع، أن تنظيم داعش بذرة ليس لها مناخ للنمو في قطاع غزة، ولن يسمح بتواجدها في القطاع.
ورحب أبو نعيم بقدوم أي وفد أمني من الضفة الغربية للمشاركة في التحقيقات الجارية في حادث تفجير موكب الحمد الله.
وهذا نص الحوار:
قلتم إنكم توصلتم إلى طرف خيط قوي بشأن حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء، ما طبيعته؟ وهل يعني أنكم اعتقلتم أشخاصا متهمين بالحادث؟
خلف كل حادث يكون هناك اعتقالات، سواء كانت اعتقالات احترازية أو لمشبوهين، بالتأكيد كان هناك اعتقالات وهذه الاعتقالات خضعت لتحقيق ومتابعة، وتم الاحتفاظ بمعلومات لدينا تشير إلى أطراف، لا بد من مساعدات من قبل جهات معينة لاستمرار التحقيق، لأن هناك اتصالات وهناك قضايا بحاجة لتعاون من جهات أخرى، وحتى الآن نحن ننتظر هذه الردود، وبالتأكيد التحقيق مستمر، والأدلة التي توفرت تشير إلى إثر معين، والآن نتتبع هذا الأثر، سواء كان بخطوات بطيئة أو سريعة، ما يسرع هذه الخطوات هو مدى تعاون الجهات المختصة في تقديم ما لديها من خدمات في ما هو مطلوب.
هل هناك تنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله بشأن نتائج التحقيق الجارية؟
بالتأكيد منذ الحادث وحتى الآن أرسلنا التقارير اللازمة، وما يتطلب من الأجهزة في رام الله تقديمه للإسراع في الوصول للحقيقة في ما حدث بموكب دولة رئيس الوزراء.
كيف سيتم التعامل بشأن تأمين موكب رئيس الوزراء في الزيارات المقبلة؟
بالتأكيد، نحن لا نقول بعد هذا الحادث سيكون هناك تغيرات جذرية للمواكب وطبيعتها أو تأمينها، لأن الكل يعلم أن قطاع غزة، قطاع محاصر وتنقصنا العديد من الإمكانيات المتطورة لتأمين الشخصيات الرسمية والدولية التي تدخل إلى قطاع غزة، ولكننا في الوقت ذاته نبذل كل الجهود من أجل المحافظة على سلامة كافة الشخصيات الوافدة إلى القطاع وضمان سلامتها.
تتحدث تقارير عن توجه وفد أمني من رام الله إلى قطاع غزة للاطلاع على عملية التحقيق، هل لديكم معلومات بشأن ذلك؟
لم يبلغنا أحد بقدوم وفد أمني من رام الله إلى قطاع غزة، لكن نحن نرحب بأي زيارة، سواء كانت على مستوى رفيع أو تتناسب مع الحادث، للاطلاع على مستوى التحقيقات والاطلاع على الخيوط التي بين يدينا، ونرحب بأي تعاون بهذا الجانب.
هل من جديد في ملف التحقيق بمحاولة اغتيال سيادتكم قبل أشهر؟
في الحقيقة نحن الآن اهتمامنا البالغ ينصب على حادث تفجير موكب دولة رئيس الوزراء، ونأمل أن نصل إلى نهاية هذا الملف، وبالتأكيد سيكون لنا ما نقوله بهذا الشأن (يقصد ملف محاولة اغتياله).
ما نتائج مباحثات حركة حماس مع الوفد الأمني المصري في قطاع غزة؟
زيارة الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة تهدف لدفع عملية المصالحة، والمساعدة في تذليل العقبات التي تعترض هذا الملف، وأعتقد أنه قطع شوطا كبيرا في هذا الجانب، وهو يقوم على مدار الساعة بالتواصل والاتصال لتذليل العقبات من أجل حل بعض الإشكاليات التي تطرأ في أثناء هذه العملية.
في الحقيقة، لقاء الوفد مع الجميع وحديثه مع الجميع بشفافية، والإنصاف الذي يتمتع به هذا الوفد، يشير إلى صدق وقوة الجانب المصري في حرصه على أن ينهي حالة الانقسام داخل الصف الفلسطيني، وأعتقد أنه قطع شوطا كبيرا في هذا الملف.
هل من ترتيبات لتسليم مقرات أمنية بغزة وأسلحة للسلطة الوطنية الفلسطينية؟
إذا ما تحدثنا عن مصالحة وعملية دمج واستيعاب للموظفين أعتقد أن هذه القضايا تبقى قضايا هامشية أمام القضية الكبرى، وهي قضية الانقسام الفلسطيني.
هل من ترتيبات جديدة بشأن ملف المعابر، خاصة معبر رفح البري؟
بالتأكيد هذا الملف من القضايا المثقلة، التي ينظر إليها كافة أبناء شعبنا الفلسطيني، لارتباطه بهذا المعبر، إما للعلاج أو للتعليم أو للالتحاق بذويهم، أو بشأن ممارسة الحياة الطبيعية، ولا يوجد منفذ ومكان آمن لأهالي قطاع غزة إلا معبر رفح البري، وبالتالي ما لم تحل هذه القضية يبقى الهم الفلسطيني يراوح مكانه.
لجنة متابعة تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني رفعت توصيات للقيادة، تتضمن إرسال 3 آلاف شرطي إلى قطاع غزة، لاستلام مراكز الشرطة هناك، بالتوازي مع تحديد موعد لإرسال قوات من الحرس الرئاسي لاستلام معبر رفح، هل هناك تنسيق بهذا الشأن؟
بالتأكيد الملف الأمني أشُبع بحثاً، وتطبيق اتفاقية المصالحة الموقعة عام 2011 تضمن أن لا يكون هناك عقبات، وأن لا يكون هناك اتهامات، اتفاقية 2011 كانت برعاية مصرية باتفاق الطرفين (يقصد فتح وحماس) وتم التوقيع عليه، وبالتالي عندما نأتي إلى هذه اللحظة لتطبيق هذه الاتفاقية سيكون هناك شفافية كاملة في إنهاء هذا الملف.
هل من ترتيبات جديدة بشأن الإشراف المصري على الملف الأمني بغزة؟
هناك فرق بين كلمة إشراف ومتابعة، كما هو يحدث الآن، هناك الوفد الأمني المصري الموجود على الأرض (قطاع غزة)، أعتقد لا يوجد أي حساسية في الاحتضان المصري لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه، لأنه كان برعاية مصرية بحضور مصري على الأرضي المصرية، والآن المتابعة على الأرض (قطاع غزة)، بوجود لجان مصرية، وأعتقد أن وجود طرف ثالث شريك لنا في وضعنا، يؤمن لنا عدم التلكؤ أو إمكانية الاتهام من الطرفين للآخر.
ما حجم التعاون بين حركة حماس ومصر في ظل الحملة المصرية في سيناء؟
من طرفنا نحن نحرص حرصا شديدا على أن لا يكون هناك أي إخلال بالأمن المصري من قطاع غزة، ولن نسمح بذلك بأي شكل كان، وبالتالي هذا ما نستطيع أن نقدمه هو الحفاظ على حدودنا، وأن لا يتم من خلاها التأثير على مجريات الأحداث في سيناء أو الإساءة أو العبث بالأمن المصري، فهذه قضية لن نسمح بها، وقمنا بإجراءات واضحة على الحدود، وهناك تواصل، وبالتأكيد نقول إن أمن القطاع ينبع من أمن القاهرة، وبالتالي هذه النظرية الأمنية التي نسير عليها في هذا النحو.
هل هناك زيارة قريبة إلى مصر؟
لا يوجد هناك أي حديث في هذا الجانب، لكن الحقيقة التواصل مع الجانب المصري وحضور الوفد الأمني المصري للقطاع يدلل على الاهتمام البالغ من قبل الإخوة في مصر بما يتعلق بالقطاع، سواء من ناحية اقتصادية أو من ناحية أمنية أو من ناحية سياسية، وهذا ما حملته مصر طيلة المرحلة الماضية منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا تجاه القضية الفلسطينية.
هل من استعدادات داخلية لأي طارئ مع إسرائيل؟
بالتأكيد نحن في حالة احتلال، والاحتلال ليس له موعد وليس له تاريخ للاعتداء علينا، وما حدث صباح أمس الخميس (15-3-2018)، يدلل على أننا نعيش مرحلة صعبة جدا في قطاع غزة، وإمكانية توفير الاحتياجات لقطاع غزة في ظل هذا الحصار صعبة جدا، هناك احتياجات للأجهزة الأمنية، سواء كان للدفاع المدني أو للخدمات الطبية أو للأجهزة الأمنية، وكذلك للأجهزة الحكومية بحاجة لتغطية وإعادة بناء، حيث منذ 3 حروب شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لم نتمكن من ترميم ما حدث، ونحن نعيش مرحلة ترميم طيلة هذه المدة السابقة للأجهزة الأمنية، في ظل الحصار الذي نعيشه والوضع المادي المتردي جدا، وبالتالي نحن نسعى ليلا ونهارا من أجل إعادة بناء وترميم ما تم هدمه خلال مراحل الاعتداءات الإسرائيلية الثلاثة.
كيف تقيم الحالة الأمنية في قطاع غزة، خاصة بعد الحديث عن تحركات مشبوهة لعناصر موالية لـ”داعش” في سيناء داخل غزة؟
أعتقد أن هذه البذرة ليس لها مناخ للنمو في قطاع غزة، قد تنمو في أي مكان آخر، لكن في قطاع غزة هذه الفكرة وهذه البذرة لا تستطيع أن تنمو، لأن لدينا احتلال وعدو واحد لا يمكن أن يغير أو يصرف أو يحرف بوصلتنا، أي إنسان أصيب بلوثة في عقله أو في فكره لأن يجعل لنا عدوا من أنفسنا، نحن لدينا عدو واحد هو الذي يجثم على أرضنا ويحتل مقدساتنا ويقتل شعبنا.