سجلت سلطنة عمان جريمة قتل بشعة, فلم يكن "الضحية" يعلم أن الابتزاز الذي أراد أن ينفذ به رغبات نفسه سيعجّل من مصيره، وسيلقى حتفه بسببه رغم صغر سنّه، ولم يكن يتوقع أن رسائل التهديد التي كان يبعثها تحولت إلى "سكين" في يد المتهمة التي "طلّقت" عقلها في لحظة جنون، وغرست الطعنات الواحدة تلو الأخرى حتى خرّ سريعًا رغم محاولته الهرب.
بدأت الحكاية حسب موقع "أثير" العماني الذي رصد تفاصيلها عبر قصة تعارف بين شاب وفتاة عن طريق أخت الشاب، التي أخبرت صديقتها بأن أخاها معجب بها ويريد التعرف عليها، فنشأت بينهما علاقة حب، قامت تحت تأثيرها بإرسال صور للشاب تظهر فيها بوضع مخل للآداب، فانتهز الفرصة بعد فترة وأخذ يبّتزها بنشر تلك الصور ما لم تمكّنه من نفسها.
دخلت الوساوس إلى عقلها، وبدأت الأفكار تتماوج فيه؛ فهي بين نارين: الفضيحة أو فقدانها أغلى ما تملك، حتى استحكم الشيطان عليها بفكرة جنونية فقررت قتله.
أخذت سكينًا وخبأتها تحت ملابسها، ثم نسّقت معه للحضور إلى منزلها وهيأت له الدخول إليه، والتقيا في فناء المنزل، فكرر "ابتزازه" بأن يسلمها ذاكرة الهاتف التي تحتوي على صورها مقابل أن تمكّنه من نفسها، فأخرجت السكين وطعنته في بطنه، فانحنى متأثرًا بالطعنة، فباغتته بطعنة أخرى على كتفه، ووجهت ثالثة إلى جبينه، وعندما لم يفلح في كبح جماحها التف مديرًا ظهره لها محاولا الهرب، فطعنته في ظهره، فخرج من المنزل والدماء تنزف منه ليسقط على الأرض على مسافة قريبة.
عمدت إلى غسل السكين من آثار الدماء، واستحمت وغسلت ملابسها. لكن ما هي إلا ساعات حتى تم التوصل لها!
مشهد الحكاية ينتقل إلى المجمع الصحي القريب من مكان الواقعة حيث اُحضر شابٌ وهو ينزف جراء طعنات متفرقة على جسده، وبعد دقائق معدودة فارق الحياة متأثرًا بجراحه.
انتقل مأمورو الضبط القضائي يرافقهم عضو الادعاء العام فورا إلى المجمع الصحي، وجاء في تقرير الطبيب الشرعي بأن سبب وفاة الهالك يُعزى إلى الطعنتين النافذتين إلى تجويفي الصدر والبطن لما أحدثتاه من تمزقات بالرئة اليمنى والمعدة والأمعاء والأوعية الدموية، وما صاحب الحالة من نزيف دموي غزير واسترواح هوائي دموي صدري.
بدأت إجراءات البحث والتحري بسماع أقوال الشخصين اللذين نقلا الهالك إلى المجمع الصحي، فأفادا أنهما عثرا على الهالك ساقطًا على الأرض مغطى بالدماء ويلفظ أنفاسه الأخيرة خلف المنازل بالمنطقة التي يقطن فيها، وأشار أحدهما إلى أن الشاب اتصل به وأبلغه بأنه تعرض للطعن بسكين وطلب منه الحضور لمساعدته.
انتقل فريق مسرح الجريمة بإرشاد الشاهدين إلى مكان استقرار الشاب قبل نقله إلى المجمع الصحي، وبمعاينة المكان اتضح لهم أنه عبارة عن أرض فضاء تبعد مسافة بسيطة عن المنازل، وعثر فيه على آثار أقدام محتذية وتلوثات دموية على مسافات مختلفة منتشرة من خلف المنازل باتجاه مكان استقرار الشاب المتوفى، كما عثر فيه على هاتف نقال رجّح بأنه يعود للهالك، فتم تحريزه.
تم الاستعانة بفريق الكلاب الشرطية، لتقفي أثر الشاب من مكان استقراره إلى مكان حصول واقعة الطعن بعد أن تم إعطاء الفريق رائحة الشم من أثر الشاب، فدّل على منزل المتهمة لتتكشف بذلك أول خيوط الجريمة وتستقر الشبهات حول المتهمة.
تم تفتيش منزل المتهمة فكانت المفاجأة الكبرى، إذ تبين أن مسرح الجريمة الرئيسي يقع في فناء المنزل، حيث عُثر فيه على آثار عراك وبقع دماء، كما شوهدت آثار أقدام محتذية وتلوثات دموية على مسافات مختلفة في محيطه، فكان هو الشاهد الصامت على ارتكاب المتهمة للجريمة يقينًا، فباشر فريق مسرح الجريمة رفع العينات، كما تم تحريز سكين ذات نصل واحد ومقبض من البلاستيك أبيض اللون من مطبخ منزل المتهمة، للاشتباه في استخدامها في ارتكاب الجريمة.
تم مواجهة المتهمة بالأدلة فأقرت بالواقعة المنسوبة إليها تفصيلا، فحبست على ذمة التحقيق ثم تم تحويلها إلى محكمة الجنايات ليقول القضاء كلمته في هذه القضية التي بدأت بـ “تعارف” وانتهت بـ “قتل”.