في حين أن القيادة الجيّدة تتطلب الانضباط والتبصر والتنظيم، فإن القيادة الفعالة تحتاج إلى جرعة إضافية من الإيجابية والإلهام. كقائد، سوف تواجه العديد من العقبات، والسلبية، والاختبارات، وستشعر أحياناً أن رؤيتك أشبه بالخيال، عندئذ لا بد من أن تدرك أن عليك أن تكون إيجابياً، لا لأن الحياة سهلة، بل لأنها قد تكون صعبة، فالإيجابية هنا ليست مجرد وسيلة للقيادة بل هي وسيلتك في مواجهة الشدائد، وبناء ثقافة عظيمة، وتطوير فريق ملتزم يسير نحو التميز والتفوق من خلال التركيز على مواطن القوة والمواهب والسمات الإيجابية.
فما هي السلوكيات التي تساعد القادة على بناء علاقات من الثقة والإيجابية مع أفراد الفريق:
- القيادة الإيجابية تقضي بأن تتمتع المؤسسات ومن يقودها بالقيم والمثل العليا والمعايير والنزاهة بطريقة تلهم الآخرين.
- يخلق القائد الإيجابي رؤية إيجابية يرغب الآخرون بالمشاركة في تحقيقها، حيث يفّكر ويحلم بالمستقبل طوال الوقت، فيرى ما هو ممكن، ثم يأخذ الخطوات التالية للتعبير عن هذه الرؤية وتوصيلها بطريقة بسيطة وواضحة وجريئة ومقنعة، ويعمل بجد مدفوعاً بالهدف لقياده الآخرين وإحداث تأثير أكبر.
- يقود بتفاؤل وإيجابية وإيمان، فالإيجابية هي الوقود الذي يحتاجه القائد الإيجابي لمواصلة الطريق والمضي قدماً نحو تحقيق الهدف، لأن كل لحظة وكل حالة تقدم له فرصة لرؤية وتجربة إيجابية أو سلبية.
- يعمل على مواجهة السلبية، فلا يمكن للقائد تجاهل السلبية داخل الفريق، لأن ذلك سيسمح لها بأن تنمو وتزداد، بل عليه مواجهة أي سلوك سلبي واستبداله بسلوك إيجابي عند التعامل مع التقلبات والتجارب التي تمر في العمل.
- يعتمد القائد الإيجابي على ترسيخ مبدأ العمل الجماعي وتنمية روح العمل ضمن الفريق الواحد، فكلما كان الفريق والمؤسسة أكثر ترابطاً، كلما زادت القدرة على الإنجاز، قد لا يكون لديك أكثر الناس موهبة في فريقك، ولكنك ستتفوق على العديد من الفرق الموهوبة التي تفتقر إلى الترابط الوثيق.
- القائد الإيجابي يركز على دعم أفراد الفريق وبناء علاقات إيجابية معهم، لا من خلال تسليط الضوء على الأخطاء والسلوكيات غير المرغوب بها، ولكن من خلال تعزيز الصور الإيجابية والداعمة، بحيث يتعامل مع أفراد الفريق كبشر لا كأرقام، وهذا الاعتراف بالإنسانية سيحفز الفريق لتقديم المزيد وبالتالي لتحقيق المزيد من الإنجاز في العمل.
- يسعى القائد الإيجابي نحو التميز ويبحث دائماً عن طرق لجعل المستقبل أفضل، إنه يسعى لتحسين الذات، الفريق، المؤسسة والعالم باستمرار من خلال تطوير وتعميق القدرات.
- يتميز هذا القائد بالمثابرة، إنها القدرة على بذل الجهد لفترة طويلة من الزمن في سبيل إنجاز الهدف وتخطي العقبات، عندما ننظر إلى الشركات والمؤسسات الناجحة، نرى تميزها ونجاحها الحالي، لكن ما لا نراه هي تلك القوة التي دفعتها نحو النجاح خلال لحظات الشك والفشل، هذه القوة تدعى المثابرة وهي أساس النجاح.
القيادة الإيجابية خيار نابع من العقل والإرادة، إنه التزام مستمر يقوم به الأفراد لأنفسهم، مراراً وتكراراً، الخيار إذاً بين يديك لتكون ذلك القائد الإيجابي القادر على التعامل مع المحيط بإيجابية وانفتاح فكري، الذي يعزز التفاؤل ويبث الطاقة الإيجابية من خلال إلهام وتشجيع وتمكين الآخرين وتطوير قدراتهم بشكل إيجابي، فيجعل من حوله مستعداً لمواجهة التحديات.