كشفت صحيفة الشروق المصرية في عددها الصادر اليوم الخميس، أن عواصم عربية فاعلة نصحت الرئيس محمود عباس بأن يقبل ما هو مطروح عليه هذه الايام، فى إطار ما يسمى بصفقة القرن، حتى لا يندم الفلسطينيون لاحقا على ما يعتبرونه اليوم قليل جدا، مقارنة بما كان مطروحا عليهم قبل سنوات .
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي بارز فى القاهرة قوله:، إن عاصمة عربية فاعلة نقلت إلى الرئيس عباس تصورا مفاده أن القراءة الواقعية تحتم على الطرف العربي والفلسطيني القبول ما هو متاح . وأبلغ مسؤلو هذه الدولة أبومازن بأنه لا يمكن مقاومة التشدد الاسرائيلي فى قضايا معينة مثل الحدود مع الاردن، حيث تصر تل أبيب على وجود قوات إسرائيلية فاصلة بين الحدود الاردنية والفلسطينية، خوفا من دخول تنظيمات متطرفة يمكنها التواجد على أطراف الجليل أو القدس ، وذلك حسب النص الذى وصل إلى العاصمة العربية، التى أبدت تفهما لهذا المطلب الاسرائيلي.
وقال المصدر إن الحكمة تقتضى قبول أقصى ما هو متاح من تسوية الان، والتعامل بمنطق "خذ وفاوض"، حتى لا نتفاجأ بعد سنوات قليلة بأن "وحش الاستيطان" قد التهم كل الاراضي الفلسطينية . واضاف المصدر ان ابو مازن ابلغ بعض القادة العرب الذين التقاهم مؤخرا تواصل معهم هاتفيا، انه يخشي من اتهامه بالخيانة والتفريط اذا قبل ما هو معروض عليه اسرائيليا، لكن احد هؤلاء القادة قال انه ينبغي تهيئة الرأى العام العربي للمرحلة الجديدة بعيدا عن اتهامات التخوين.
ويرجح المصدر العربي أن تعلن الولايات المتحدة خلال الاسابيع القليلة المقبلة العناصر الاساسية لصفقة القرن، مضيفا أن رسائل أمريكية وصلت لعواصم عربية من واشنطن، بان قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الامريكية إلى القدس، كان فى إطار إقناع إسرائيل، خصوصا الجناح المتشدد فيها ، بقبول تقديم التنازلات اللاحقة او المحتملة للفلسطينيين. لكن المصدر قال إن العاصمة العربية المعنية أكدت على ضرورة أن أي حل لن يتضمن التنازل عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
كما كشفت أيضا أنه لم يتم الحديث عن تبادل للاراضي بين مصر وإسرائيل. فى نفس السياق قال مصدر قيادى بارز بحركة حماس شارك فى لقاءات وفد الحركة بالقاهرة خلال الايام الماضية، إن كبار المسؤوليين المصريين أكدوا بشكل لا يحتمل اللبس، بأن مصر لن تقبل بأي تسوية للقضية الفلسطينية تكون أقل من إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ،وعاصمتها القدس على حد تعبير المصدر، الذي أضاف "أن كبار المسؤولين المصريين أكدوا أيضا تمسكهم بحق عودة اللاجئين".
ولفت، القيادي البارز بالحركة، إلى أن الجانب المصري قال بشكل واضح خلال اللقاءات التى شهدتها القاهرة على مدى 21 يوما، إنه يرفض أى مقترح لتوطنين الفلسطينينين فى سيناء تحت اي مسمى.