من جديد يبرهن الفلسطينيون في القدس المحتلة على انهم اصحاب اليد العليا في هذه المدينة لكل ما يتصل بمقدساتهم.
فبعد معركة البوابات الالكترونية امام المسجد الاقصى التي انتصر فيها المقدسيون، عاد النصر حليفهم في معركة ضرائب كنيسة القيامة، ثلاثة ايام اغلقت فيها الكنيسة ابوابها امام الحجاج باتفاق جميع الطوائف المسيحية احتجاجا على اجراءات اسرائيل كانت كفيلة بتراجع بلدية الاحتلال عن قرارها فرض الضرائب العقارية التي تسميها الارنونا على الكنائس في القدس.
الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس حنا عيسى اتهم الحكومة الإسرائيلية، بالسعي للاستيلاء على أوقاف وممتلكات الكنسيىة من فنادق ومدارس ومستشفيات واراض وغيرها، لفرض سياسة الامر الواقع على المدينة المقدسة وتفريغها من أهلها الفلسطينيين.
اسرائيل تحاول جاهدة منذ احتلالها للقدس عام سبعة وستين ان تفرض سيطرتها على الاماكن المقدسة لكنها تفشل في كل مرة، فهذه المقدسات هي عقيدة الفلسطينيين، وفي كل مرة تجدهم يتحدون للدفاع عن هذه الاماكن وينتصرون.
لكن المعركة لا تبدو انها انتهت، فاسرائيل التي نعرفها لا تكل عن المناورة والمراوغة، فقرار التجميد الصادر عن بلدية الاحتلال لا يعني ان الامر انتهى خاصة وانه اُرفق بقرار تشكيل لجنة تضم وزراء في حكومة نتنياهو ورئيس البلدية نير بركات للتفاوض مع الكنائس حول طريقة تسديد ما تطلب اسرائيل من ضرائب والتي تصل الى مئات ملايين الدولارات.
ان الخطر الحقيقي في هذه اللجنة يكمن في امرين، الاول في ان تتمكن من فرض شكل جديد من العلاقة بين الكنيسة والاحتلال وهو ما يعني إنهاء الـ "الإستاتيكو" المعمول به منذ العهد العثماني وبالتالي اعتراف الكنيسة بالسيادة الاسرائيلية على القدس بشكل غير مباشر، الامر الذي سيمكن تل ابيب من فرض قوانينها على جميع الاماكن المقدسة في المدينة، والثاني ان الطريق سيكون معبدا امامها لاستكمال مخطط التهويد وتغيير شكل المدينة من خلال السيطرة على ممتلكات الكنيسة وعقاراتها التي تزيد على ثمانمئة عقار بعد ارهاقها بالضرائب ما يجعلها عرضة للبيع لسداد ديون تلك الضرائب.
ان ما تم تحقيقه من انتصار شعبي في معركتي البوابات الالكترونية على الاقصى والضرائب على الكنيسة، لا يجوز التفريط فيه، وانما البناء عليه برفض التعامل مع اية لجنة اسرائيلية وايضا من خلال دعم المؤسسات والمواطن المقدسي الذي بات يشكل رأس الحربة في الصراع مع الاحتلال لا سيما بعد قرار ترامب وما يترافق معه من اجراءات وقرارات اسرائيلية متلاحقة للوصول الى القدس اليهودية.