بدأت شركات تشييد الطرق في فرنسا تتنافس في تصميم وتنفيذ طرق تتماشى مع عالم الذكاء الاصطناعي وترشيد الطاقة.
فبعض تلك الشركات نفذت تجارب لمشاريع عدة تحوّل الأرصفة تدريجيا إلى مصادر للطاقة بفضل الخلايا الكهروضوئية والطاقة الحرارية الأرضية، مما يعني أن الطرق ستصبح مصدرا للطاقة.
تقول صحيفة لوجورنال دوديمانش الفرنسية في تقرير لها حول هذا الموضوع، إن كولاس مثلا -وهي الرائدة عالميا في بناء الطرق- جربت طريقا كهربائيا (Wattway) يحوّل المحصَبَة (macadam) إلى لوح شمسي عملاق، ويتم ذلك عبر تركيب ألواح شفافة لا يتجاوز سمكها بضعة ملليمترات على سطح الطريق، على أن تكون مجهزة بألواح ضوئية صغيرة بوسعها التقاط أشعة الشمس وتحويلها إلى كهرباء.
وبعد عشر سنوات من تصميم المختبر، بدأت التجارب الأولى على هذا النوع من الطرق قبل عامين، وذلك في عشرين موقعا في جميع أنحاء العالم، والهدف هو اختبار الخلايا الضوئية في جميع أنواع حركة المرور وفي كل الظروف الجوية.
وتعليقا على مدى نجاح هذه التجربة، تنقل الصحيفة عن مدير "واتواي" إتيان غودين قوله "في غضون عامين صمدت 95% من لوحاتنا في وجه الصدمات المتكررة للمركبات، في حين تحقق 85% من أهداف توليد الطاقة التي رسمناها"، ويمكن أن يبدأ تسويق هذا النوع من الطرق خلال العام 2019، حسب الصحيفة.
طريق المستقبل
وبدورها كشفت صحيفة ليزيكو الفرنسية نية شركة إيفاج الإعلان عما قريب عن مفهومها لطرق المستقبل والذي أطلقت عليه اسم "لوسيول" (Luciole).
وقالت إنه قد تقرر إجراء أربع تجارب من بضع مئات من الأمتار في مارس/آذار الحالي في منطقة "رين"، ثم ثلاث أخرى هذا الصيف بينها واحدة في مدينة "ميتز"، وذلك قبل البدء في تسويق هذا الطريق الجديد في النصف الثاني من العام الحالي.
ويتميز هذا الطريق، المعد للمراكز الحضرية، بأنه يضيء من تلقاء نفسه عند اقتراب المشاة أو الدراجات أو السيارات منه، وذلك بفضل أعمدة إضاءة الشوارع المزودة بمجسات خاصة يمكن أن تبقيها في ظلام تام طيلة الليل في غياب أي نوع من المرور.
كما يمكن أن تبقى هذه الأعمدة مضاءة بنسبة 10% فقط بفضل تغيير الموجات الكهرومغناطيسية، مما يمكّن من التحكم في نسبة السطوع.
ويهدف لوسيول لادخار أكثر من 50% من الطاقة واعتماد سياسة إضاءة مصممة خصيصا لكل مدينة تمكنها من تحديد درجة السطوع التي ترغب فيها حسب المكان والزمان.