رأى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن النقاط الأساسية في خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن، تبلورت بالكامل بعد جولاته الإقليمية والدولية.
في الوقت ذاته، قال وزير الإدارة المدنية الفلسطيني حسين الشيخ لـ «الحياة» إنه من الواضح أن ترامب أخبر الرئيس بوتين أثناء الاتصال الهاتفي بأن الفلسطينيين لا يريدون مفاوضات».
وأكد المالكي أن هدف زيارة الرئيس الفلسطيني والوفد المرافق موسكو واجتماعه بالرئيس فلاديمير بوتين والقيادة الروسية، هو استكمال الحراك الفلسطيني والاستماع إلى نصائح الروس المخلصة في هذا الشأن، لتحديد الخطوات المقبلة في مواجهة قرار البيت الأبيض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.
وكشف المالكي في حديث إلى «الحياة» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب في اتصال مع بوتين للتعزية بضحايا الطائرة الروسية، أن ينقل إلى عباس «ملاحظات في شكل شخصي».
ونفى الوزير الفلسطيني أن يكون بوتين في صدد التوسط بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية. وأشار المالكي إلى «محاولات سابقة للتوسط من أطراف كثيرة»، مشدداً على عدم التعامل مع الإدارة الأميركية «ما دامت متبنية القرار حول القدس». لكنه رأى في المقابل أنه لا يمكن شطب الدور الأميركي، والمطلوب «كسر الهيمنة الأميركية».
وأوضح المالكي أن القيادة الفلسطينية تراهن على شعبها والموقف العربي والإسلامي وكذلك دول عدم الانحياز لمواجهة قرارات ترامب.
وأعرب المالكي عن رضاه لنتائج زيارة عباس واللقاء مع بوتين، وقال: «استمعنا منه إلى كثير من الأفكار والنصائح التي سنتعامل معها بكل جدية وكل مسؤولية»، وزاد أن الجانب الروسي قوّم الاجتماع أيضاً على أنه «كان اجتماعاً مهماً وعميقاً وذا معزى».
وشدد الوزير في اللقاء على أن زمن الاحتكار الأميركي لعملية التسوية ولّى وبات جزءاً من الماضي. وقال إنه لم تُبحَث صيغ جديدة مع الجانب الروسي من قبيل «الرباعية زائداً 2»، وأوضح أن الجانب الفلسطيني لا يمانع في إضافة أي دولة إلى الرباعية لتفعيلها، أو الاعتماد على آليات جديدة، شرط الوصول إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة في عاصمتها القدس الشرقية ضمن عملية مفاوضات محددة بسقف زمني، وبمرجعيات القرارات الدولية.
إلى ذلك، قال وزير الإدارة المدنية الفلسطيني حسين الشيخ لـ «الحياة» إن «من الواضح أن ترامب أبلغ بوتين أثناء الاتصال الهاتفي أن الفلسطينيين لا يريدون مفاوضات»، وزاد الشيخ الذي حضر لقاء عباس– بوتين: «أوضحنا أننا وافقنا على جميع المبادرات المطروحة للحل بما فيها دعوة بوتين إلى اجتماع ثلاثي»، وأشار إلى أن روسيا تملك علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف ما يؤهلها للعب دور الوسيط النزيه لوحدها أو ضمن أي إطار دولي، وأشار إلى دور روسيا الواضح في المصالحة الفلسطينية. وقال إن اللقاء تطرق إلى مواضيع السياحة والتعاون الاقتصادي.
وفي اليوم الثاني لزيارته روسيا، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسلمي روسيا إلى «التواصل مع مدينة القدس، وشد الرحال إليها». وأطلع عباس مفتي روسيا، رئيس مجلس المفتين لروسيا الاتحادية راوي عين الدين، على «الانتهاكات المستمرة والأخطار المحدقة بحق المدينة ومقدساتها»، وأوضح خطورة اعتراف الرئيس الأميركي بها عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل السفارة الأميركية إليها.
وجدد مفتي روسيا في اللقاء موقف المسلمين الروس الداعم فلسطين، كما أكد دعم المفتين مدينة القدس عاصمة لدولة فلسطين، ورفضهم القاطع إعلان ترامب. وثمن عين الدين «موقف بوتين الثابت من مسألة دولة فلسطين واستقلالها وسيادتها، مع الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لها».
وعقد عباس لقاء موسعاً مع عدد كبير من المفتين ورجال الدين المسلمين من مختلف الأقاليم والجمهوريات الروسية ذات الغالبية المسلمة، وقدم لهم شرحاً وافياً عن القدس، والأخطار المحدقة بها.
ووجه محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية دعوة إلى المفتين الروس إلى المشاركة في مؤتمر بيت المقدس المقرر عقده في القدس في نيسان (أبريل) المقبل.
وبعد الحصول على دعم سياسي من الكرملين، يواصل الجانب الفلسطيني حشد ممثلي الديانتين المسيحية والإسلامية لدعم الموقف الرافض قرارات ترامب. ويتوقع أن يلتقي عباس اليوم الأربعاء مع البطريرك كيريل بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الفلسطينية.