طالبت عائلة الطيراوي في نابلس، الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة د. رامي الحمد الله، بتشكيل لجنة تحقيق حيادية وجدية في ظروف وملابسات مقتل ابنهم الملقب بـ"أحمد الدلحي"، مؤكدةً أنه لن يتم دفن الشهيد إلا عند الإعلان عن تشكيلها وكشف حقيقة مقتله.
وقتل الشاب أحمد الدلحي برصاص أمن السلطة فجر الخميس الماضي، خلال اشتباك مسلح مع الأجهزة الأمنية في مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الأجهزة الأمنية "قتل مطلوب برصاص الأمن"، وأصيب اثنان من أفراد الأمن خلال اشتباك مسلح وقع بالقرب من مخيم بلاطة، حيث حاصرت قوات الأمن أحد المطلوبين وهو تاجر مخدرات وصادر بحقه مذكرة اعتقال في مخيم بلاطة، فرفض تسليم نفسه وقام بإطلاق النار على قوات الأمن فأصاب اثنين منهم أحدهما أصيب بجروح وصفت بالمتوسطة والآخر أصيب بشظايا".
من جانبه، قال محافظ نابلس أكرم الرجوب، خلال مؤتمر صحفي إن قوة من الأجهزة الأمنية توجهت لاعتقال شقيقين مطلوبين للعدالة، بعد 24 ساعة من الاتصال بأحدهما ومحاولة إقناعهما بتسليم نفسيهما طواعية، إلا أنه رفض الاستجابة.
بدورها، أكدت عائلة الطيراوي، في بيان لها اليوم الأحد، "أن آل الطيراوي الذين لم يبخلوا بدمائهم من أجل وطنهم ومشروعهم الوطني ومثلوا دوما قلعة من الصمود والتضحية فأننا أبناء الوطن وأبناء التضحية والفداء وأننا نثمن صمود أهلنا في ربوع الوطن أمام هجمة العدوان الإسرائيلي الأمريكي والتي تهدف إلى النيل من مشروعنا الوطني".
وأوضحت: "ونحن اليوم نتعرض لمحاولة تشويه والنيل من تاريخ وسمعة هذه العشيرة التي سطرت عبر سنوات طويلة من النضال وقدمت عشرات الشهداء ومئات من الأسرى من آل الطيراوي فالاستهداف لهذه العائلة بات نهجًا وسلوكًا لدى البعض والتي كان أخرها فجر أمس وهو الاعتداء الغير مبرر والاستخدام المفرط للقوة على أحد البيوت فجرًا، وهذه البيوت الآمنة التي يقطنها العشرات من النساء والأطفال وكبار السن وبعض المعاقين، فكان لزاما علينا آل الطيراوي أن نضع الرئيس وشعبنا العظيم في محافظة نابلس وربوع الوطن أمام الحقيقة".
وأشارت العائلة، إلى أن المغدور أحمد محمد حسين عيسى الطيراوي الملقب "أحمد الدلحي" بأنه غير مطلوبًا لأي جهة أمنية مع الإشارة أنه كان معتقل على ذمة ما يسمى اللجنة الأمنية في أريحا لمدة أربعة شهور بعيدًا عن ما يتم تلفيقه من تهم له حاليا بعد وفاته.
واستهجن البيان الإفراط والتسرع في استخدام القوة والتي كان بالإمكان تجنب إزهاق الأرواح من أيا كان.
كما أكدت العائلة "رفضها المطلق واستنكارها الشديد لما ورد على لسان محافظ نابلس من اتهام وتلفيق وأكاذيب بحق المغدور وعائلته وهذا وكأنها تأتي من الخيال ولدينا ما يثبت عكس ذلك مما صرح به بخصوص المخدرات واتهام المغدور بذلك، وهذا يعيدنا للأمس القريب والتصريحات التي تجافي الحقيقة في ظروف اختفاء وقتل ابننا ياسر سلام الطيراوي والتي تبين بعد مدة عدم مصداقية كل التصريحات التي صدرت في حينه".
ولفتت عائلة آل الطيراوي، إلى أنه "قبل عدة أيام تم تبليغ شقيق المرحوم محمود أنه مطلوب للأجهزة الأمنية ولم يتم الحديث بأن أحمد مطلوب لأي جهة أمنية".
وتابع البيان: "وانطلاقًا من هذه الحقائق فإننا عشيرة آل الطيراوي في الوطن والشتات، نطالب محافظ نابلس بالحقوق المترتبة على هذا الحدث الجلل ومقتل ابننا سواء من حق شخصي أو قانوني أو عشائري".