أرسل قادة 21 منظمة رائدة تشارك في الاستجابة الإنسانية الدولية، اليوم الخميس، رسالة إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعارض "بأشد العبارات" القرار الأميركي بحجب 65 مليون دولار من المساهمات الأميركية المخطط لها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
وجاء في الرسالة: نشعر بقلق عميق إزاء العواقب الإنسانية المترتبة على هذا القرار بشأن المساعدات التي تدعم حياة الأطفال، والنساء، والرجال في الأردن، ولبنان، وسوريا، والضفة الغربية وقطاع غزة، وبغض النظر عما إذا كانت عبارة عن مساعدات غذائية طارئة، أو فرص للحصول على الرعاية الصحية الأولية، أو التعليم الابتدائي، أو أي دعم آخر هام بالنسبة للسكان الضعفاء، فلا شك في أن هذه التخفيضات ستكون لها عواقب وخيمة إذا ما تم المضي بها".
وأُرسلت الرسالة إلى سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي إتش آر ماكمستر، ووزير الدفاع جيمس ماتيس.
وقال رئيس منظمة اللاجئين الدولية، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون السكان واللاجئين والهجرة اريك شوارتز: وفق ما جاء في تعليقات السفيرة هالي، فإن هذا القرار يهدف إلى معاقبة القادة السياسيين الفلسطينيين، وإرغامهم على تقديم تنازلات سياسية، ولكن من الخطأ معاقبة الزعماء السياسيين، من خلال حرمان المدنيين من المساعدات التي تحافظ على حياتهم. ويعد هذا خروجا خطيرا، ومذهلا عن خط السياسة الأميركية فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية الدولية، بحيث تتعارض بشكل صارخ مع القيم التي تتبناها الإدارات الأميركية، والشعب الأمريكي أيضا.
وأضاف مدير المجلس النرويجي للاجئين في الولايات المتحدة الأميركية والمشارك في تنظيم الرسالة مع منظمة اللاجئين الدولية جويل تشارني: كانت تنص السياسة الأميركية لعقود من الزمن على أن" الطفل الجائع لا يعرف السياسة"، بحسب ما ذكر الرئيس ريغان لتبرير المساعدة الأمريكية للمجاعة في اثيوبيا عام 1984. فينبغي تقديم المساعدات لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة على أساس الحاجة فقط، ولا يوجد أي مبرر لانتهاك هذا المبدأ في حالة المدنيين الفلسطينيين".
وختمت الرسالة إلى إدارة ترمب بالقول: "من دواعي القلق العميق أن نرى مثل هذا التجاهل العفوي للمبادئ التي كانت حاسمة في مداولات السياسة الأميركية على مدى عقود عديدة. ونأمل بشدة أن تعيدوا النظر في هذا القرار المؤسف الذي نعتقد أنه يقوض القيم الهامة والحاسمة، كما يقوض القيادة الأميركية في أنحاء العالم".