شهدت الفترة الماضية مقتل العديد من الشبان الغزيين في سورية وشبه جزيرة سيناء ومناطق أخرى، خلال قتالهم ضمن صفوف ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش".
معظم هؤلاء الشبان الفارين من غزة، كانوا ينتمون إلى فصائل المقاومة في غزة، مثل "سرايا القدس"، و"كتائب القسام"، لكنهم غضبوا من فصائلهم لأسباب عدة، وبعضهم سجن في معتقلات الأمن الداخلي لأسابيع وأشهر، وآخرون مالوا للتشدد، فتم طردهم من هذه التنظيمات، ووجدوا ضالتهم في التنظيم الأكثر تطرفاً، والذي ينشط في شبه جزيرة سيناء.
هروب عبر الأنفاق
وكانت الأنفاق المنتشرة جنوب مدينة رفح، "وبعضها مهجور"، وسيلة هؤلاء للوصول إلى غايتهم، والانضمام للتنظيم، الذي يشفي غرائز بعضهم العدوانية، ويحقق ميول آخرين الأكثر تشدداً.
"الأيام" التقت أحد أقرباء الشاب حمزة الزاملي، الذي ظهر في شريط فيديو بثه التنظيم مؤخراً، وهو ينطق حكم الإعدام على شاب آخر من غزة هو موسى زماط، قال إنه ساعد الكفار "كتائب القسام"، في نقل أسلحة لقطاع غزة، حسب زعمه.
ويقول "محمود"، أحد أقرباء الزاملي، إن قريبه كان عنصراً في "كتائب القسام"، لكنه أظهر ميولاً متشددة، وانشق متجها لجماعات سلفية في قطاع غزة، فتم اعتقاله، وأودع السجن، وهناك تعرض للتعذيب أسابيع طويلة، وأفرج عنه مؤقتاً، لكنه استغل فترة الإفراج القصيرة،
وفر إلى سيناء برفقة أشخاص آخرين، وهناك انضم للتنظيم، وتدرج فيه، حتى أصبح قيادياً، وأخيراً ظهر بالفيديو معلنا حكم الإعدام بحق أحد الأشخاص.
أما الشاب محمد الدجني، والذي ظهر في نفس الفيديو يطلق النار ويعدم زماط، فهو من مدينة رفح أيضاً، وقد فر إلى سيناء، بعد انتمائه لأحد التنظيمات في غزة لفترة.
وأكد محمود أن العائلتين تبرأتا من فعلة ابنيهما، فهذه تصرفات وسلوكيات مرفوضة.
بينما علمت الأيام أن 3 ثلاثة شبان فروا من سيناء إلى غزة وسلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية بعد أن فوجئوا بممارسات التنظيم وجرائمه.
قتلى
وقالت مصادر عائلية، إن أكثر من سبعة شبان فلسطينيين قتلوا خلال العام 2017، خلال معارك التنظيم الإرهابي.
وكان شاب من عائلة كلاب من سكان حي تل السلطان غرب مدينة رفح، فجر نفسه في قوة أمنية تابعة "لحركة حماس"، خلال محاولة القوة منعه من التسلل إلى سيناء عبر أحد الأنفاق، في شهر آب من العام الماضي، ما تسبب في مقتله وعنصر أمن، وإصابة زميلة وأربعة عناصر آخرين بجروح.
ووفق مطلعين فإن التنظيم يحاول الزج بعناصر من غزة في مقدمة المعارك، أو إظهارهم في فيديوهات تتضمن مشاهد إعدام، في محاولة لتشويه صورة القطاع، وإظهاره كأنه مفرخة للعناصر المتشددة.
وكان مصدر أمني أكد أن الأجهزة الأمنية في غزة تشن حملة ملاحقة لهؤلاء العناصر، وخلال وجودهم في السجن تجري محاولات لتغيير أفكارهم المنحرفة، التي تأسست على فكرة تكفير المجتمع.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية كثفت من انتشارها وسيطرتها على الحدود مع مصر بشكل غير مسبوق، لمنع تنقل العناصر التكفيرية من خلال الأنفاق، وجرى خلال الفترة الماضية اعتقال العديد منهم، خلال محاولتهم التسلل، كما تم اقتحام منزل في رفح، واعتقال أربعة من قيادات التنظيم، من بينهم نور عيسى، أحد أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية.
وبين الفينة والأخرى يعلن عن اختفاء شخص أو أكثر، وبعد البحث والتحري يتم التأكد من أنه غادر قطاع غزة إلى سيناء من خلال الأنفاق، للانضمام للتنظيم، كما تفجع عائلات بخبر مقتل أحد أبنائها ممن كانوا التحقوا بالتنظيم، ولا تتمكن حتى من دفن جثمانه.