قال السفير الفلسطيني لدى ماليزيا أنور الآغا، "إن فلسطين لا تعتمد على المساعدات الأميركية وحدها، إذ أنها تتلقى أيضا مساعدات من الدول الأخرى". وأضاف الآغا فى تصريح لوكالة أنباء "برناما" الماليزية "نحن لا نعتمد فقط على المساعدات الأمريكية وإن كانت الولايات المتحدة تريد وقف إرسال المساعدات إلينا، فهناك دول أخرى مستعدة لإرسال هذه المساعدات".
وذكر الآغا أن "فلسطين قد تلقت المساعدات من الاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية مثل اليابان والصين"، مضيفا "أن فلسطين لديها الكثير من الدول الصديقة التي تتشاور معهم حول قضاياها". وردا على سؤال حول مقدار الميزانية السنوية والتي تشمل المساعدات الخارجية للفلسطينيين، قال "إنها قد تتغير على حسب المجالات التي تحتاج إلى المزيد من هذه المساعدات". وأوضح أن "الميزانية الرئيسية المطلوبة تستهدف إعادة بناء المنازل وتنمية الاقتصاد والتعليم".
وجاء تصريح الأغا ردا على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، بوقف المساعدة المالية الأميركية التي تزيد عن 300 مليون دولار سنويا للفلسطينيين الذين ردوا بالتأكيد انهم لن يخضعوا "للابتزاز". وقال ترامب في تغريدة على تويتر "ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا ولا نحصل منهم على اي تقدير او احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع اسرائيل". وأضاف في تغريدة ثانية "طالما ان الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا ان نسدّد لهم ايا من هذه الدفعات الضخمة في المستقبل؟".
وردا على اعلان ترامب، أكدت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية الاربعاء ان الفلسطينيين لن يخضعوا "للابتزاز". وقالت في بيان "لن نخضع للابتزاز". واضافت ان "الرئيس ترامب خرب سعينا الى السلام والحرية والعدالة، والآن يلوم الفلسطينيين على عواقب اعماله اللامسؤولة".
وتفيد أرقام نشرت على الموقع الالكتروني لوكالة مساعدات التنمية الاميركية (يو اس ايد) ان الولايات المتحدة دفعت 319 مليون دولار الى الفلسطينيين عبر وكالتها. تضاف الى ذلك 304 ملايين دولار من المساعدات التي قدمتها واشنطن الى برامج الامم المتحدة في الاراضي الفلسطينية. ولم يوضح ترامب الى اي مساعدات يشير في قراره.كانت الولايات المتحدة قد هددت الدول التي صوّتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر لمصلحة قرار يرفض اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بانها ستتخذ اجراءات انتقامية بحقها. وإثر صدور القرار الذي ايدته 128 دولة ورفضته تسع دول وامتنعت عن التصويت عليه 35 دولة، قالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي ان "الولايات المتحدة ستتذكر هذا اليوم".
واضافت ان "هذا التصويت سيحدد الفرق بين كيفية نظر الاميركيين الى الامم المتحدة وكيفية نظرتنا الى الدول التي لا تحترمنا في الامم المتحدة". وعشية ذلك التصويت قال ترامب "يأخذون مئات ملايين الدولارات وحتى مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا"، مضيفا في تهديد واضح "دعوهم يصوتون ضدنا، سنقتصد الكثير (من المال) والامر سيان بالنسبة الينا".
ومنذ وصوله الى البيت الابيض يؤكد ترامب انه قادر على التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، الملف الذي أخفق كل الرؤساء السابقين في تسويته. ويضاعف موفد الرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط جيسون غيرنبلات منذ أشهر اللقاءات في المنطقة لمحاولة إطلاق عملية السلام المتوقفة. وكلف جاريد كوشنر صهر الرئيس الاميركي ومستشاره العمل على خطة سلام ايضا.
وكشفت القناة الإسرائيلية الثانية، مساء الخميس، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، تعارض موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول تقليص الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وأوضحت القناة، أن الخارجية الإسرائيلية تعتبر هذا التقليص سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وأن هذه الأزمة ليست في صالح إسرائيل.