رسائل الأسرى ليست كبقية الرسائل، فمنسوب الحب والمشاعر فيها يفوق تصوراتنا نحن الأحرار، هم يستمتعون بلوعة الاشتياق، بوجع الحب وعذابه، بمفردات العشق، يعيشون كل تفاصيل الحب أملاً باللقاء.
في أبجديات الحب تبدو فرص ارتباط فتاة بشاب، يقضي مئات السنين في سجون الاحتلال مستحيلة، بل لا يمكن استيعابها، لكن بعد رسالة “غفران” تبدو “معجزة الارتباط” قريبة، “فقلوبنا لم تعش الحب، كما تشربه قلبا “حسن وغفران”.
سئلت قبل أنْ ترتبط به، وهي الشابة اليافعة التي لم تتجاوز (30 عامًا)، كيف ترتبطين بأسير محكوم بـ48 مؤبدا، فردت غفران زامل: “حسن سلامة كان على مدار سنوات طويلة يمثل لي الحلم الذي أتوق إلى تحقيقه، كنت أرى فيه كل صفات الشخص الذي أود الارتباط به، وإنني على يقين أن هذا الحكم زائل، وأن موعده مع الفرج قريب”.
تخاطبه غفران في رسالة بعثت بها عبر “المركز الفلسطيني للإعلام”، مستذكرة لقائهما الأول، “يا رفيق الدرب ويا شق الروح”، ويتابع قلبها خلجاته بوتيرة المشتاق الصابر، “أتذكر حين قلت لي أن الطريق صعب وشاق، وأجبتك حينها أنني سأكون شريكة معاناتك، ورفيقة دربك، ومضينا وقد وطنا أنفسنا منذ اليوم الأول، أن لا راحة لنا إلا حين اللقاء”.
هما يسرقان الفرح وأجمل لحظات الحياة رغما عن إسرائيل: تسليه غفران برسالتها الموجزة، قائلة: “لقد سرقنا من عمر هذا الأسر لحظات جميلة، عشناها رغما عن الاحتلال، وسنبقى بانتظار النصر الأقرب حين تخرج قريبا”.
إذن اطمئن يا حسن فغفران مع بداية العام 2018، تجدد الحب والعشق، هي ما زالت على عهدكما الأول، تتلذذ بحبك وأنت الساكن في قلبها، تعيش وتحيى على أمل اللقاء بك، وقد خططت لأدق تفاصيل الحياة والمستقبل.. وكأن اللقاء يكون غدًا.
كيف ارتبطا بالأسر؟
وعن كيفية ارتباطها بالأسير حسن تقول: “ارتباطي بالأسير حسن سلامة كانت الحلم، عشته لسنوات طويلة قبل اعتقالي، لكن هذا الحلم كان في حينها أشبه بالمستحيل، إلى أن قدر الله لي الاعتقال في السجون الإسرائيلية وخلال اعتقالي، التقيت بالأسيرة المحررة أحلام التميمي، والتي أبلغتها بمحبتي للارتباط بأسير، وبالذات حسن سلامة”.
وتكمل قصتها قائلة “أقدمت أحلام على إرسال رسالة لحسن في عزله تخبره أنها تتشرف بإخوته وأنها من ستختار له عروسه، وناقشته في موضوع الزواج والذي كان يرفضه في البداية، خوفًا من أنْ يظلم الفتاة التي تريد الارتباط به، بعدها أرسلت رسالة لحسن أخبرته بمحبتي له وحبي للارتباط وتمسكي به، وشرحت له موقفي من اختياره، وقلت له إنْ كان يرى في ارتباطنا ظلمًا لي، فأنا أرى فيه حريتي وسعادتي، وكان رد حسن في الرسالة التي وصلتني، أنه موافق، ولتكن هذه الفترة هي مرحلة تعارف فيما بيننا”.
والأسير سلامة (45 عاما) من مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، وهو من أبرز قادة “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس″، وقد اعتقل في 15 أيار عام 1996، وتتهمه إسرائيل بالإشراف على تنفيذ سلسلة عمليات فدائية داخل الأراضي الفلسطينية عام 1948، ثأرًا لاغتيال المهندس يحيى عياش، حيث أدت إلى قتل وإصابة العشرات من الإسرائيليين.