اثارت المقابلة التي أجراها وزير الخارجية اللبناني مع إحدى الفضائيات في لبنان لغطا كبيرا حيث ورد فيها أنه «ليس بيننا وبين إسرائيل خلاف أيديولوجي ونحن نعترف لها بحق الوجود وأن تعيش بأمان». وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عنيفة، فيما رد مكتب باسيل الإعلامي على ما وصفها بـ»حملة مشبوهة» لتشويه موقفه بعد مقابلة أدلى بها الى قناة «الميادين».
جاء ذلك خلال مقابلة في برنامج "حوار الساعة" الثلاثاء على قناة الميادين أشار فيها الوزير اللبناني إلى أن "الخلاف مع إسرائيل ليس أيديولوجيا"، مضيفا: "نحن لا نرفض أن يكون هناك وجود لإسرائيل وبحقها بالعيش بأمان" فيما اعتبر اخرون بان باسيل يتعرض لحملة مجنونة بعد صعود نجمه في الجامعة العربية ووقوفه بشدة ضد قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية للقدس والاعنراف بها كعاصمة لاسراائيل.
وأضاف باسيل: "نريد لكل الشعوب أن تعيش بأمان وأن تعترف بالآخر .. نحن شعب نريد الآخر برغم اختلافنا معه".
وسرعان ما بدأ التداول بموقف وزير الخارجية على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب الوزير السابق محمد المشنوق بإقالة الوزير باسيل بقوله «إذا كان جبران باسيل لا يجد اختلافاً أيديولوجياً مع إسرائيل ويطلب الأمان لها فإن على مجلس الوزراء أن يقيله لأنه يخالف الدستور والقوانين والبيان الوزاري واتفاقات التحالف السياسي». وأضاف «هل يكون ما قاله إخباراً للقضاء؟ هل هذا هو موقف لبنان في المحافل الدولية؟ هذا معيب!».
وردّ المكتب الإعلامي للوزير باسيل على هذه الأنباء قائلاً «يتم التداول فِي الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بمقطع مجتزأ للوزير باسيل في مقابلة أجراها مع محطة الميادين، حيث الواضح أن الهدف من هذا الاجتزاء هو تحريف موقف الوزير باسيل وتشويهه، وهو الموقف المعروف من إسرائيل ككيان معتد يمارس إرهاب الدولة. كما هو معروف من يتلطى وراء هذه الحملة ومن يلتحق بها لتكون مبرمجة ومنظمة لضرب الموقف الذي عبّر عنه الوزير باسيل في جامعة الدول العربية والمسّ بقضية القدس».
وأضاف «إن الموقف اللبناني من قضية الصراع العربي – الإسرائيلي ومن قضية فلسطين ثابت، وهو مندرج تحت مرجعية الشرعية الدولية وضمن مرجعية الحقوق العربية والفلسطينية المشروعة واستعادتها كاملة وضمن المبادرة العربية للسلام المجمع عليها في بيروت في آذار(مارس) 2002، والذي لا يزال لبنان موافقاً عليها.
وان ما قاله الوزير باسيل على مرّ السنين وفِي هذه المقابلة بالذات على قناة الميادين بشكل خاص، من رفض وجود كيان إسرائيلي أحادي ومغتصب لحقوق فلسطين ولبنان والحقوق العربية وبأن إسرائيل عدو للبنان، لن يُغيّره أي اجتزاء. كما أن موقف لبنان وسياسته الخارجية وموقف الوزير باسيل من سعي لبنان إلى السلام العادل والشامل وفق منطوق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع بدءاً من القرار 181 وصولاً الى القرار 1701 لن تغيّره هذه الحملة المشبوهة».
وشنّت صحيفة «الديار» القريبة من فريق 8 آذار حملة على وزير الخارجية، ورأت أن «هذا أخطر كلام يقوله وزير خارجية لبنان». وسألت «كيف تقول هذا الكلام يا معالي الوزير جبران باسيل، ولبنان وفق القانون الدولي هو في حرب مع إسرائيل ويخضع لاتفاقية هدنة، ثانياً، نحن في خلاف أيديولوجي كبير بين دولة عنصرية ترتكز على الصهيونية وتشرّد وتغتصب أرض فلسطين، وتُخضع 5 ملايين فلسطيني للاحتلال الاسرائيلي، وتشرّد 4 ملايين فلسطيني في المخيمات والشتات منذ 70 سنة وحتى يومنا هذا. وانت تقول ان لا خلاف أيديولوجياً بين العنصرية الصهيونية وبين لبنان المتعدد الأديان والطوائف وحيث إرادة الحياة الواحدة للبنانيين من كل الطوائف والمذاهب؟».
وأضافت «هل أنت تتكلم كرئيس التيار الوطني الحر وهذه سياسة حزب التيار الوطني الحر، يمكن ذلك، ولكن هل مسموح ان يكون حزب لبناني يعلن أن من حق إسرائيل في الوجود وأن تعيش بأمان ونحن تعرّضنا طوال 70 سنة من العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان؟ من أنت يا معالي الوزير، أنت وزير خارجية لبنان، وعندما تصرّح تعبّر عن السياسة اللبنانية الخارجية، فعلى أي أساس تقول هذا الكلام عن العدو الإسرائيلي، أنت تخون القضية اللبنانية، وتعرف تماماً أن إسرائيل دولة عنصرية والخلاف كبير بيننا وبينها أيديولوجيا، فهي ترتكز على أيديولوجية اغتصاب الأرض ومبدأ شعب الله المختار، وتحتل فلسطين المحتلة منذ 70 سنة وتشرّد شعبها».