هارتس : هل ارتجفت يد بن كاسبيت حين كتب مقاله ضد عائلة التميمي؟

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 01:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
هارتس : هل ارتجفت يد بن كاسبيت حين كتب مقاله ضد عائلة التميمي؟



ترجمة اطلس للدراسات

واضحٌ بالنسبة لبن كاسبيت ما الذي يجب فعله مع بنات عائلة التميمي، اللتان صرختا وركلتا جنود الجيش الاسرائيلي الذين اصطدموا بهن في مدخل بيتهما، بعد أن أطلقوا النار على ابن عمهم.

"في حالة الفتيات، الثمن يجب جبايته في فرصة أخرى، في الظلام، دون شهود وكاميرات. عائلة التميمي يجب أن تفهم أن الاستفزاز الشيطاني أمام مقاتلي الجيش سيكلفهم الكثير. الجيش لديه قدرات إبداعية كافية، ووسائل لحل أمر كهذا دون دفع ثمن شعبي باهظ" كتب الصحفي بن كاسبيت الأسبوع الماضي بعد نشر فيديو فتيات النبي صالح.

هل ارتجفت يد بن كاسبيت حين كتب ما كتبه؟ هل قرأ العبارات بعد أن أنهى كتابتها على الكمبيوتر، وقبل أن يرسلها للمحرر الخاص بالصحيفة؟ وهل تردد المحرر حين قرأ هذه العبارة، حين تداخلت كلمة "فتيات" و "الظلام" دون شهود أو كاميرات، و"إبداعية"؟ هل شعر بأن الأمر طبيعي بكل هذا؟ كيف يمكن أن أحدًا لم يتوقف للحظة لهضم هذه الكلمات؟ هنا تحديدًا، بلغة نظيفة، ليبرالية، دون أن يقول أي شيء بصورة واضحة، نجح بن كاسبيت بكتابة جملة كلها تهديد بالعنف بارد.

هذا ليس فقط أمر غير ديمقراطي (دون شهود أو كاميرات)، بغيض ومتجبر أن يطالب بتصفية الحسابات "بالظلام" مع فتاتين، بل أيضًا موضوع يوحي بعنف جسدي دون قيود.

سواء كان يقصد ذلك أم لا، اقتراح بن كاسبيت هو اقتراح جبان ومثير للاشمئزاز، ويُظهر الجيش كمنظمة إجرامية تختص بتصفية الحسابات، وكل شيء شخصي؛ لذلك فإن تصرفات عائلة التميمي "ستكلفهم الكثير". ضمن المعادلة التي رسمها، الصراع هو بين أسماك صغيرة مثل بنات عائلة التميمي، وبين منظمة كبيرة، ذات قدرات إبداعية ووسائل خلاقة، تعرف كيف تصفي حساباتها مع من يهينوها، "دون دفع ثمن شعبي باهظ"، ودون أن تلحق به الاتهامات والادانات من طرف الأوروبيين ذوي الأروح الجميلة.

يمكن الاستمرار بذلك إلى أجل مسمى، إلقاء ما هو غير معروف، أو بشكل أصح، ما هو غير واضح، من بين كلمات بن كاسبيت النظيفة، مثل دودة طويلة سُحبت من فاكهة ناضجة.

"هناك حالات ضبط النفس بها قوة، ونحن في ظل واحدة من تلك الحالات" أنهى بن كاسبيت مقاله، بهدف - على ما يبدو - دعم موقف الجنود، الذين في نفس الوقت، يجب ان نتمنى بأنهم لم يكونوا قد فعلوا شيئًا في الظلام، ولا حتى صفعة، لتلك الشقراء.

ملاحظة: الآراء والألفاظ الواردة في المقال تعبّر عن صاحبها