لم يكن يتوقع الأسير المحرر عبدالله وشاح من مخيم البريج وسط قطاع غزة انه وبعد مرور أكثر من 35 سيلتقي بصديقه ورفيق دربه الأسير المحرر يوسف النجار من وادي أبو كتيلة في محافظة الخليل الأسير المحرر وشاح والذي اعتقل في بداية السبعينات من القرن الماضي وحكم عليه 15 عاما لمقاومته الاحتلال تعرف على الأسير النجار الذي كان معتقلا معه على نفس التهمة وكانا ينامان ويقضيان كل وقتهما في الغرفة داخل المعتقل لحين الإفراج عنهما في صفقة تبادل الأسرى عام 1985 حيت افترقا منذ هذا التاريخ كلا إلى مكان إقامته عشرات السنين مضت دون أن يفكر الأسير المحرر وشاح والنجار بالتواصل خاصة في ظل إجراءات الاحتلال بتقطيع وعزل المدن الفلسطينية عن بعضها خاصة في غزة .
ولكن كما يقول المثل" جبل على جبل لا يلتقيان ولكن رجل برجل يلتقيان " اشتعل الرأس شيبا وظهرت التجاعيد بالوجه وانحى الظهر بعد مرور هذه السنوات وأصيب الجسم بالأمراض الخطيرة وكان لا بد من تحويلة للمواطن وشاح للعلاج في مستشفى بالقدس لأنه لا يوجد علاج له في مستشفيات غزة حصل الأسير المحرر وشاح على التحويلة العام الماضي وسافر إلى مستشفى المطلع بالقدس وبعد أن أجرى العديد من الفحوصات وأثناء خروجه من باب المستشفى وكانت الصدفة التي هي خير من ألف معاذ وإذ برجل يقارب سنه ينظر إليه وكأنه يعرفه ليبادله بسؤال انت الغلان عبدالله وشاح من مخيم البريج ليرد عليه انت الفلان يوسف النجار من الخليل ويكون العناق الطويل والذي طال انتظاره والاجهاش بالبكاء لدرجة أن الجمهور في الشارع.
وكما يوضح الأسير المحرر وشاح وقف ليتابع هذا الموقف المؤثر ويضيف " بعد أن تعرفنا على بعضنا استرجعنا سنوات الاعتقال التي قصيناها مع بعضنا سواء بمرها وحلوها وكذلك ما بعد التحرر والاطمئنان على صحته وأسرته مصادفة وجود الأسير المحرر النجار في مستشفى المطلع مشابهة لصديقه وشاح ، ولكن الأعمار كلها بيد الله كما يقول الله في كتابه "ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت " .
ويؤكد الأسير المحرر وشاح والذي يزيد عمره عن 64 انه حصل على رقم جوال صديقه لكي يتواصلا مع بعضهما ولكن بعد شهرين وإذ بحرس جوالي يرن وإذ بنجله يخبرني وهو يبكي بأن والده قد توفاه الله نظرا لتفشي مرض السرطان في مختلف أنحاء جسمه وفي بداية الامر صدمت و لم اصدق الخبر وحزنت عليه كثيرا ولكن في نفس الوقت حمدت الله أن حقق امنيتي بالالتقاء فيه ! لم تنه القصة عند هذا الحد ليحصل وشاح على تحويلة مرة أخرى ويغتنم الفرصة لزيارة أسرة صديقه النجار في الخليل والتعرف عليها عن قرب والذين رحبوا به أفضل ترحيب خاصة انه الصديق الغالي لوالدهم ويتابع الاسير المحرر وشاح قائلا : انه بمجرد اخدي وقتا من الراحة طلبت زيارة قبره لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة