الرئيس: إذا مر وعد بلفور لم ولن يمر وعد ترامب و لن نقبل ان يكون لامريكا دور في عملية السلام

الأربعاء 13 ديسمبر 2017 08:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس: إذا مر وعد بلفور لم ولن يمر وعد ترامب و لن نقبل ان يكون لامريكا دور في عملية السلام



انقرة / وكالات /

 انطلقت قبل قليل، أعمال القمّة الإسلاميّة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، للتباحث بشأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتبار القدس عاصمة إسرائيل، في مدينة اسطنبول التركية.

وقال الرئيس التركيّ رجب طيب اردوغان في مستهل حديثه إنّ اسطنبول شقيقة القدس، ونحن هنا لتدارس الانتهاكات التي تطال المدينة، واعتبر أنّ قرار ترامب ضرب المواثيق الدولية عرض الحائط بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، مشيرًا إلى أنّ هذا القرار لن يكون له أي اعتبار.

وأشار اردوغان إلى أنّ قرار ترامب يعني معاقبة الفلسطينيين الذين لطالما طالبوا بالسلام.

وعرض أردوغان خارطة تستعرض التطور الاستيطاني التاريخي لفلسطين منذ 1947، واستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وقال: إن هذه الخارطة تعني أن إسرائيل دولة احتلال وإرهاب.


وقال أردوغان إن قرار الولايات المتحدة ضربة لحضارتنا، إلى جانب أنها انتهاك للقانون الدولي.


وتابع: سنستمر بوقوفنا الثابت والتعاون مع الملك عبد الله الثاني حامي المقدسات والقدس ضد هذه الحملات الفرطة ضد الحرم الشريف والتي تحولت الى عنصرية.

وأضاف، بعد إعلان امريكا يجب عدم السماح لاسرائيل بشغل العالم بمسائل وقضايا مختلفة من أجل الاستيلاء على اراضي فلسطين، وأن الوقوف بحياد فهذا رضى بالظلم، وانه لا بد بالتسريع بضم دولة فلسطين الى المنظمات الدولية بشكل سريع.

وأضاف اردوغان: لن نقف متفرّجين أمام التطورات الحاصلة في المنطقة، وقرار ترامب في حكم العدم أمام التاريخ والأخلاق ويشكل عقابًا للفلسطينيين، وواشنطن بهذا تكافئ إسرائيل على أعمالها الإرهابية، وبيّن أنّه لا يمكن الحديث عن السلام في العالم، طالما لا يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وتوجّه أردوغان بالشكر لكل الذين وقفوا وقفة شجاعة ومنصفة، وخاصة بابا الفاتيكان. وقال إنّ القوة هي امتلاك الحق وليس في امتلاك الصواريخ والطائرات.

وطالب أردوغان الدول العربيّة والإسلاميّة بتسخير كلّ إمكانيّاتها لأجل القدس. وقال إنّه حان الوقت للاعتراف بدولة فلسطين لتغيير المعادلات على الأرض.

وفي كلمته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن وعد بلفور مضى عليه مائة عام والأن يأتي الوعد الآخر الذي يقدمه ترامب للحركة الصهيونية ليقدم لها القدس هدية اخرى، وكأنه يهدي مدينة من مدن الولايات المتحدة الامريكية، هو الذي يقرر وهو الذي ينفذ وهو الذي يفعل هذا وذاك ولكن كانت النتيجة أن العالم اجمع، ولاول مرة في التاريخ لم تقف معه.


وأضاف الرئيس، موقف بريطانيا من قرار ترامب لا يعفيها من الاعتذار عن وعد بلفور، فإذا مر وعد بلفور لم ولن يمر وعد ترامب.


وقال: إننا هنا اليوم ومن خلفنا كل امتنا وشعوبنا من أجل انقاذ مدينة القدس الشريف وحمايتها ومواجهة ما يحاك ضدها من مؤامرات لتشويه هويتها وتغيير طابعها خاصة بعد القرارات الامريكية الاخيرة التي تخالف القانون الدولي وتتحدى مشاعر المسلمين والمسيحيين كافة.


وأضاف، ان القدس كانت ولا وزالت وستظل للأبد عاصمة دولة فلسطين وهي درة التاج وهي زهرة المدائن وارض الاسراء والمعراج التي لا سلام ولا استقرار دون أن تكون كذلك.


وقال: هذه الجريمة الكبرى تفرض علينا اتخاذ قرارات حاسمة تحمي المدينة وتنهي الاحتال الاسرائيلي لدولة فلسطين كافة وفي مقدمتها القدس وجميع الاراضي العربية المحتلة.


وقال إن علان ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، وأؤكد رفضنا لهذه القرار الباطلة التي صدمتنا بها الولايات المتحدة التي جاءت لنا ليس بصفقة العصر بل بصفعة العصر، لتكون قد اختارت ان تفقد اهليتها كوسيط واننا لن نقبل ان يكون لها دور في العملية السياسية لانها منحازة كل الانحياز لاسرائيل.


وتابع: لن يكون هناك سلام في المنطقة والعالم دون أن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين، وليس لدينا شك ان هذه الخطوات الاحادية ستشجع الجماعات المتطرفة وغير المتطرفة الى ان تحول الصراع السياسي الى صراع ديني، وما داموا يريدون صراعا دينيا فليكن ذلك.


وقال: إن دورنا في محاربة الارهاب معروف للجميع وعقدنا شراكات واتفاقات مع العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، لذلك نرفض قرارت الكونجرس التي تعتبر منظمة التحرير منظمة ارهابية ونطالب بالتراجع عنها.


لقد التزمنا بجميع التفاهات بيننا وبين الادارات المتعاقبة لكن هذه القرارات غير شرعية بشان القدس قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء الامر الذي لم يججعل وقال: وقال: "ليس بمقدرونا ابقاء التزامتنا قائمة من جانب واحد، التزمنا ان لا ننتمى لبعض المنظات الدولية شريطة ان لا تقوم امريكا بنقل سفاراتها وان لا تغلق مكتب المنظمة وأن لا تقطع المساعدات لكنها خرقت ذلك ونحن سنخرق ذلك ولن نلتزم بما التزمنا به.


وتابع: انني اتساءل كيف يمكن لدول العالم السكوت على هذه الانتهاكات في حق القانون الدولي وكيف يمكن استمرار اعترافها باسرائيل وتعاملها معها وهي تستخف بالجميع وتواصل مخالفة الاتفاقات الموقعة معها وتقوم بممارساتها القمعية والاستعمارية وخلق واقع الأبارتيد وانتهاك مقدساتنا المسيحية والاسلامية.
وقال: اتحدى اسرائيل ان تقول اين هي حدودها لذلك الاعتراف بها باطل.


نحن مصممون على انهاء الانقسام ونقولها لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، هناك عقبات كثيرة تحتاج الى حل لكننا مصممون لان ذلك في مصلحتنا ان يكون وطننا وشعبنا موحدا سنصر على المصالحة ونستمر فيها.


واضاف ان القدس خط احمر وعلينا ان نحميها.


وبشأن المبادرة العربية قال نعتبرها من أهم المبادرات التي وضعت، وهي مبادرة عربية واسلامية تبنتها الدول السلامية ايضا، وهي دعت لحل القضية الفلسطينية اولا قبل الذهاب الى اي علاقات مع اسرائيل، وهذا لا يعني عدم زيارة القدس، وهذا يختلف عن التطبيع، نحن لا نريد القدس حجارة نريدها مقدسة والناس فيها لا لا بد من دعهمهم والوقوف بجانبهم ودعمهم.


وطالب القمة باتخاذ جملة من القرات الحاسمة على النحو التالي:
1) تحديد علاقات الدول الاعضاء لمنظمة التعاون الاسلامي بدول العالم على ضوء قراراتها وافعالها نحو قضية القدس.
2) لم يعد من الممكن ان يظل التعامل مع اسرائيل وكان شيئا لم يكن، لا بد من اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية لاجبارها على انها احتلالها لدولة فلسطين.
3) مطالبة دول العالم بمراجعة اعترافها بدولة إسرائيل.
4) التوجه بمشاريع قرارت لمجلس الامن ولكل مؤسسات الامم المتحدة والمنظات الدولية بهدف ابطال كل ما اتخذته الولايات المتحدة من قرارت بشأن القدس.
5) طلب عقد دورة خاصة لمجلس حقوق الانسان لتتحمل الدول الاعضاء مسؤوليتها تجاه انتهاك القانون الدولي الانساني.
وقال: نؤكد مجددا اننا ملتزمون بالسلام احتراما للشرعية الدولية القائم على احترام الشرعية الدولية.
وأضاف، نطالب باتخاذ قرار بنقل ملف الصراع برمته للأمم المتحدة وتشكيل آلية جديدة تتبنى تطبيق قرارات الشرعية الدولية اذ ان الولايات المتحدة لم تعد اهلا لتكون راعية للمفاوضات.
وحذر الرئيس من الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وقال: اننا ندعوكم لتكثيف الجهود من أجل نيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الامم المتحدة.
وأضاف ان الممارسات الاسرائيلية واعتداءاتها ستجعلنا في حل من اتفاقياتنا معها، ولتتحمل إسرائيل عبء احتلالها، قائلا: لا يمكن أن نبقى سلطة من دون سلطة.

وفي كلمته أمام القمّة، قال العاهل الأردني عبد الله الثاني إنّه لا يمكن أن تنعم منطقتنا بالسلام إلّا بحلّ للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين. وأضاف أنّ انعكاسات القرار الأميركي تهدد الأمن والاستقرار، والقدس هي الأساس لإنهاء الصراع في المنطقة.

وقال الملك الأردنيّ إنّ بلاده ستتصدى لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى والحرم القدسي، وماولة فرض واقع جديد.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، إنّ منظمة التعاون الإسلامي ترفض قرار ترمب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، الذي يشكّل استفزازًا لمشاعر المسلمين.

وطالب مجلس الأمن بتحمُّل مسؤوليته لضمان احترام قراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. كما طالب دول العالم باحترام التزاماتها بعدم نقل السفارات إلى القدس.

و يشارك في القمة ممثلون لـ48 من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بينهم 16 من القادة، ويغيب عنها قادة دول في مقدمتها السعودية ومصر، في حين يحضرها بصفة ضيف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ويسبق القمة اجتماع على مستوى وزراء الخارجية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر سعودي آخر أن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ سيرأس نيابة عن الملك السعودي وفد المملكة إلى القمة.
 

ووصل إلى إسطنبول أمس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، كما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي التقى الرئيس التركي، ووصل أيضا الرئيس الإيراني حسن روحاني، في حين توجه ملك الأردن عبد الله الثاني إلى تركيا بعد محادثاته في العاصمة السعودية الرياض مع الملك سلمان وولي عهده.