توافق فصائلي على التصدي لقرار ترامب بشأن القدس

الإثنين 11 ديسمبر 2017 03:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
توافق فصائلي على التصدي لقرار ترامب بشأن القدس



وفا

اتفقت الفصائل الفلسطينية على أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب جعل الولايات المتحدة تسقط من خيار أن تكون راعيًا لعملية السلام إن كان في الحاضر أو المستقبل البعيد، وتوافقت على ضرورة التصدي للخطوة الأميركية، كما أنها أجرت اتصالات مختلفة مع أحزاب ومنظمات عربية وإسلامية ودولية لتنسيق الرد على قرار ترامب من أجل إسقاطه.

وجاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، تعبيرا لطبيعة العلاقات الاسرائيلية الأميركية القائمة منذ الأزل على الانحياز والدعم الكامل.

ووفق إحصائية صدرت نهاية تشرين الثاني/ أكتوبر عام 2014 فإن الولايات المتحدة الأميركية استخدمت الفيتو 80 مرة في مجلس الأمن ضد قرارات صادرة عن مجلس الأمن، منها 42 قرارا يدين ممارسات إسرائيل في المنطقة العربية، و31 ضد قرارات تخدم القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن أن الحركة هي من تقود الشارع الفلسطيني وتنسق مع كل القوى الوطنية، وفتحت مجالا للتنسيق مع القوى الإسلامية، ودعت لاجتماع مبكر في التعبئة والتنظيم، وتم إبلاغ حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة الى فصائل لم تكن تشارك في اجتماعات سابقة، حيث توافق الكل على ضرورة التصدي للخطوة الأميركية بشأن القدس.

وأشار إلى أن الحركة تجري لقاءات مستمرة يتم فيها وضع خطط للتصدي للقرار الأميركي والممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني والقدس، فعلى الصعيد الشعبي فإن الحركة تتبنى فعاليات غضب كالاحتكاك مع جنود الاحتلال في نقاط التماس وفي كل الأماكن، فضلا عن أنه سيتم التواجد في الطرق الالتفافية وإغلاقها على قطعان المستوطنين في المرحلة المقبلة، وذلك لأن وجود المستوطنين مخالف للقرارات الدولية، ووجودهم غير شرعي.

وعلى الصعيد الدولي، فإن الحركة ومن خلال مفوضية التعبئة والتنظيم والمنظمات الشعبية، تواصل اتصالاتها عبر دائرة العلاقات العربية مع الأحزاب العربية، معتبرًا أن العواصم العربية تشهد حالات غضب في الشارع، إضافة الى أن مفوضية العلاقات الدولية تقوم بالاتصال مع كل الأحزاب الصديقة على مستوى العالم.

وبين أن حركة فتح هي من أعلنت الإضراب بعد خطاب ترامب بيوم واحد، وأخرجت الهبة الشعبية التي خرجت في كل المدن والمناطق، خاصة في باب العامود.

بدوره، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي في اتصال مع "وفا"، إن الاستراتيجية الوطنية يجب أن تقوم عبر المقاومة الشعبية الشاملة، وتوحيد الصف الوطني بقيادة موحدة وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية، كما يجب تصعيد حركة المقاطعة، وفرض العقوبات على إسرائيل، ودعم صمود المواطنين خاصة في مدينة القدس المهددة بشكل كبير جدا، إضافة إلى إعادة بناء التكامل بين مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

من ناحيته، قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة إن الجبهة الشعبية تواصل التحرك من خلال علاقاتها مع الأحزاب والحركات الأممية والعربية والعالمية باعتبارها تنظيما مؤسسا للجبهة العربية التقدمية، وهي على تواصل دائم بكل قوى التقدم اليسار العالمي لتعزيز الوحدة الوطنية وتراجع الولايات المتحدة عن القرار.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد، إن المطلوب تعزيز الوحدة على الأرض واستمرار التحركات الشعبية الرافضة، وإننا نعمل مع باقي الفصائل لتعزيز جبهة الرفض واستمرار الفعاليات الشعبية سواء على الصعيد الوطني أو على الصعيد العربي والدولي بالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء في العالم.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد عوض إن الحزب يعمل في كافة المحافظات ميدانيًا، من أجل تعزيز المشاركة الشعبية في حملة الغضب، والتواصل مع الأطر القيادية من أجل تعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة قرار ترامب.

وعلى الصعيد الدولي، أكد عوض أن الحزب أجرى اتصالات مكثفة مع قوى اليسار في العالم، وكل لجان التضامن مع شعبنا لحشد أوسع تأييد لشعبنا ورفض قرار ترامب، وتكثيف الاتصالات مع الشعوب العربية لحث زعمائها لأخذ مواقف أكثر جدية في دعم القضية الفلسطينية وقضية القدس ومواجهة الضغوط الأميركية.

وأضاف "أجرينا العديد من اللقاءات مع القوى السياسية والوطنية، من أجل استثمار التضامن الدولي الواسع الرافض للقرار، إضافة الى شن تحرك سياسي فلسطيني مرتكز على الاعتراف الأممي بدولة فلسطين عام 2012، والقيام بكل ما يتطلب ذلك بالانضمام للمنظمات الدولية والتركيز على أن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مسألة غير قابلة للتفاوض، فضلًا عن تفعيل موجة الغضب ووضعه في إطار تعزيز المقاومة الشعبية والذهاب بتشكيل لجان شعبية وصولًا لقيادة موحدة."

وأكد القيادي في حركة حماس حسن يوسف أن الحركة أجرت اتصالات مع عدد من الفصائل والأحزاب السياسية الفلسطينية والعربية، من أجل اتخاذ إجراءات لحماية القدس والاصطفاف أمام الخطوة الأميركية الكارثية، منوها إلى دعم الحركة للعمل النضالي الجماهيري للتصدي للقرار ميدانيا، مشددا على ضرورة وضع خطط استراتيجية موحدة لمواجهة هذا المحتل.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل: "إن الحركة تعمل ميدانيا وتدعم باتجاه المواجهة الشعبية مع الاحتلال وفق رؤية موحدة مع الجميع، مشددا على ضرورة إنجاز المصالحة لمواجهة هذا القرار الإجرامي ضد القدس، وأن يلتحم شعبنا بكل شرائحه وفصائله ميدانيا للتعبير عن الغضب الشعبي ضد القرار الأميركي".