رغم دعوة الادارة الاميركية قادة اسرائيل الى كبح جماح تصريحاتهم وردود أفعالهم على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس ، فقد قرر وزير البناء الإسرائيلي يوآف غالانت، بعد ساعات من القرار ، الذي شكل إعلان حرب ضد حقوق الفلسطينيين ، الدفع بمخطط لبناء 14 ألف وحدة سكنية في القدس، منها 7000 وحدة في مستوطنات شرق القدس. و بحسب خطة غالانت، تبني إسرائيل 5000 وحدة استيطانية في مستوطنة "عطاروت" فوق مطار قلنديا وفي محيطه في امتداد المنطقة الصناعية لمستوطنة عطاروت وألفي وحدة في مستوطنة "بسغات زيئيف"، وكذلك 5000 وحدة في حي "كتمون" وألفين في حي "ريخيس لفان" في القدس الغربية.
وذكر غالانت إنه "تباعًا لاعتراف ترامب التاريخي، قررت زيادة البناء في عدد من أحياء القدس"، في حين قال عدد من الوزراء الآخرين في إسرائيل إنه "لا اعذار بعد اليوم"، وان العذر الوحيد الذي منع البناء في القدس سابقًا لم يعد موجودًا بما أن الرئيس الأميركي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وصرح رئيس بلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، بأن الإعلان الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو "إنجاز تاريخي هام".ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عنه القول إن "هذا اليوم يوم عيد مشهود"، مضيفا أن البلدية "ستنظم احتفالاً كبيرًا بهذه المناسبة، إذ أننا انتظرنا هذا الإعلان لأكثر من 70 عامًا".واعتبر أن القرار الأمريكي المرتقب "يأتي تتويجا للمساعي التي قامت بها الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذا المضمار".
وفي السياق ايضا واصل زعيم حزب العمل، آفي غباي، التحدث بلغة اليمين الإسرائيلي، وصرح، بأن "القدس الموحدة أهم من أي تسوية سياسية وأهم من عملية السلام مع الفلسطينيين". وقال غباي إن "الشوق لتوحيد القدس يجمع جميع الإسرائيليين"، وأكد على مباركته اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا الاعتراف أسعده جدًا
وبذات الوقت أجمعت المواقف الدولية الصادرة على خطورة هذه الخطوة التي اقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.ولم يرحّب أي طرف دولي ما عدا إسرائيل بقرار الرئيس الأميركي تجاه القدس المحتلة، حيث رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان ترامب وساوى بين اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبين وعد بلفور والنكبة واحتلال القدس عام 1967، ووصف الاعتراف بإحدى اللحظات الكبيرة بتاريخ الصهيونية.
وفي جلسة طارئه لمجلس الامن جدد مجلس الامن تأكيده أن وضع القدس الذي حددته قراراته المتعددة كمدينة محتلة لم يتغير، ولن يتغير، إلا إذا اتفقت الأطراف على ذلك من خلال المفاوضات. ودعا أجهزة الأمم المتحدة إلى التعامل مع التحديات الناشئة بالقضية الفلسطينية بالأسلوب الذى يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف.وأكد مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وبوليفيا والأورغواي والسنغال، رفضهم للقرار الأحادي الجانب الصادر عن الإدارة الأميركية، كونه يخالف قرارات الشرعية الدولية، ودعوا إلى احترام هذه القوانين، والوضع الراهن في مدينة القدس.
وقد دان المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس،واعتبار القدس عاصمة لاسرائيل واعتبر قرار ترامب بانه يشكل مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي، وصفعة للمعايير السياسية والديبلوماسية التي تحكم العلاقات بين الدول والشع، فالقانون الدولي يمنع ضم اراضٍ تم احتلالها الى سيادة دولة الاحتلال، ويمنع بوضوح نقل سكان الدولة الى الأراضي التي تحتلها، فضلا عن فتوى لمحكمة العدل الدولية في لاهاي تقرّ بحق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة وذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس، واعتبر المكتب الوطني هذا القرار بانه يخدم سياسة الاحتلال والاستيطان والتوسع الاسرائيلية .
على صعيد آخر استانفت اليات الاحتلال العمل لبناء القسم الثاني من الجدار حول "مستوطنة بيت ايل شمال مدينة رام الله". وكان وزير جيش الاحتلال "افيغدور ليبرمان" قرر بناء جدار لمستوطنة "بيت ايل" على طريق رام الله– نابلس للفصل بين المستوطنة ومخيم الجلزون وبعض الاحياء الفلسطينية. و خصصت وزارة الجيش مؤخرا 5,5 مليون شيقل لتنفيذ بناء هذا الجدار.
وفي سياق متصل قامت نائب وزير خارجية الاحتلال تسيبي حوتويبلي بزيارة البؤرة الاستيطانية "ناتيف هأبوت"التابعة للتجمع الاستيطاني"جوش عتصيون"والتي تم هدم احدى مبانيها الاسبوع الماضي بعد رفع دعوى واثبات ملكية الارض التي اقيم عليها . حوتوبلي التي اجتمعت مع رئيس المجلس الاستيطاني حاولت ان تجد حلولا ل 17 مبنى اخر تم هدمها قائلة ان مسؤولية تسوية حي "ناتيف هأبوت"،تقع على عاتق الحكومة. وأن على الحكومة ايجاد حل يقبله المستوطنون وفق تعبيرها بهدف تطوير الاستيطان في تجمع "جوش عتصيون"الاستيطاني ، حوتوبلي وصفت قرار المحكمة العليا باخلاء التجمع الاستيطاني بانه قرار جائر مطالبتة بما وصفته انهاء ظلم المحكمة العليا.
ولا تزال بلدة قصره الى الجنوب من مدينة نابلس تتصدر ساحات المواجهة الشعبية ضد قطعان المستوطنين ، الذين يواصلون اعتداءاتهم وعمليات العربدة في حماية جيش الاحتلال . فقد اقتحم مستوطنون بينهم وزراء إسرائيليون وزير الزراعة الإسرائيلي ونائب وزير الخارجية الاسرائيلي اضافة الى قادة المستوطنين ومستوطنين تجمعوا من عدة مستوطنات مغارة قصره الواقعة في المنطقة الشرقية من القرية جنوب مدينة نابلس حيث اغلقت قوات الاحتلال كافة مداخل المنطقة الشرقية ونشرت عشرات الجنود تمهيدا لاقتحام المستوطنين، مؤكدة أن الأهالي هدموا المغارة في ساعة متأخرة من الليل حتى لا تكون ذريعة لاقتحامات مستقبلية.
وحرض إسرائيليون على قتل مزيد من المواطنين الفلسطينيين في تعليقاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، عقب إصابة مواطن من قرية قصرة جنوب محافظة نابلس، بجروح حرجة، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه خلال تصديه وأهالي القرية لهجوم من قبل مستوطنين، الذين كانت تحميهم قوات الاحتلال ووصف إسرائيليون عملية إطلاق النار على المواطن بأنها عمل ممتاز، في حين طالب آخرون بالموت "لكل إرهابي وعائلته"، واصفين الفلسطينيين بـ"القمامة التي يجب إزالتها".
كما طالب آخرون بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق "الإرهابيين الفلسطينيين"، فيما قال أحدهم في تعليقه على الحادثة إن "هذا عمل جيد جدا وكان يجب من البداية أن يتم ذلك".