قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن أي اعتراف أميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل سيعني انتهاء عملية السلام فوراً.
وأضاف عريقات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "أبلغنا الأميركيين بشكل واضح بأن نقل السفارة الأميركية للقدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل سيعني إنهاء عملية السلام في المنطقة، وليس فقط انسحاب الولايات المتحدة كراعٍ لهذه العملية".
وجاء حديث عريقات المتواجد منذ أشهر في الولايات المتحدة، بعد مباحثات فلسطينية - أميركية، انضم إليها مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج مبعوثا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
من جانبه أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن بالغ قلقه من تقارير صحفية تفيد بعزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن لها.
وأكد أبو الغيط للصحفيين، عقب عودته إلى القاهرة من روما، أن الجامعة العربية تتابع المسألة بعناية، محذرا من التداعيات الوخيمة التي قد تجلبها هذه الخطوة إلى المنطقة والعالم كله.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن أسفه من إصرار البعض على محاولة إنجاز هذه الخطوة "دون أدنى انتباه لما تحمله من مخاطر كبيرة على استقرار الشرق الأوسط وكذلك العالم ككل".
وذكر أبو الغيط أن الجامعة العربية سبق أن شجعت البيت الأبيض في مساعيه الرامية إلى إعادة تفعيل مسار التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرا إلى أن الخطوة المتوقعة لا تخدم إلا مصالح تل أبيب.
وأكد أبو الغيط وجود اتصالات بين الجامعة العربية والحكومة الفلسطينية والدول العربية الأخرى من أجل تنسيق الموقف العربي الموحد في حال ستتخذ الإدارة الأمريكية هذه الخطوة.
وقال مصدر فلسطيني مطلع، إن الإدارة الأميركية تلقت أيضاً رسائل عربية حول القدس وليس من الجانب الفلسطيني فقط. وبحسب المصدر ذاته، فقد أبلغت دول عربية الإدارة الأميركية بأن ملف القدس مختلف وليس شأنا فلسطينيا فحسب، ولا يمكن تجاوز أي مس بها، موضحة أن ذلك قد يعرض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة للخطر وعلاقاتها كذلك.
وجاءت التحذيرات الفلسطينية والعربية بعدما رجح مسؤول أميركي كبير أن يعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل في كلمة له يوم الأربعاء الوشيك. وقال المسؤول الرفيع، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن القرار ليس نهائيا بعد وقد يتغير.
ولم يعلق البيت الأبيض على ذلك، لكن أحد المساعدين قال إن قرارات ترامب الوشيكة بشأن القدس تأتي بعد مشاورات داخلية مكثفة، شارك فيها الرئيس بصفة شخصية.
وبحسب مسؤولين في البيت الأبيض، فإن ذلك يشمل ارجاء نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس لمدة ستة اشهر أخرى.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قد حذرت أول من أمس من الأثر "المدمر" لأي خطوة تحرم الفلسطينيين من حقهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
وقالت الرئاسة إن "الاعتراف أو نقل السفارة الأميركية للقدس ينطوي على نفس الدرجة من الخطورة على مستقبل عملية السلام ويدفع المنطقة إلى مربع عدم الاستقرار"، مبرزة أن "أي حل عادل يجب أن يضمن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة المستقلة".
ووفق بيان الرئاسة فإن "القدس الشرقية بمقدساتها هي البداية والنهاية لأي حل ولأي مشروع ينقذ المنطقة من الدمار".