الحريري: هناك حكم من النظام السوري بإعدامي

الجمعة 01 ديسمبر 2017 08:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الحريري: هناك حكم من النظام السوري بإعدامي



بيروت / وكالات /

 في وقت غرّد رئيس الحكومة المتريّث بالاستقالة سعد الحريري قبل مغادرته الى باريس بأن «الأمور إيجابية كما تسمعون، وإذا استمرت هذه الإيجابية، فإننا إن شاء الله نبشّر اللبنانيين في الأسبوع القادم بالرجوع عن الاستقالة»، فإن تداولاً بدأ في بيروت بإمكانية حصول تعديل وزاري في الحكومة الحالية يشمل بعض الاسماء والحقائب تحت عنوان تفعيل الانتاجية وللقول إن استقالة الحريري أحدثت حالة إيجابية.
ويطال هذا التعديل في حال التوافق عليه بعض الاسماء الوزارية من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ووزراء الدولة، لكن المفاجئ هو ما تردّد عن طرح الحريري إخراج القوات اللبنانية من الحكومة نظراً للتشكيك بدور ما لعبه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في المملكة العربية السعودية لغير صالح سعد الحريري.
وفي وقت لم يصدر أي نفي من المكتب الإعلامي للحريري عن نيته إخراج القوات من الحكومة، نُقل عن أوساط في المستقبل نفيها هذا التوجّه.وافادت معلومات أن جعجع ليس في وارد الخروج من الحكومة وأنه يعود لكل فريق الحق في إجراء تعديل على أسماء الوزراء المحسوبين عليه. وكان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل رغب قبل فترة بتغيير وزراء الاقتصاد والدفاع ومكافحة الفساد لكن الفكرة طويت. وافيد بأن باسيل بصدد الانتقال من روما الى باريس للقاء الحريري وبحث التعديل الوزاري الذي قد تظهر بوادره في اول جلسة حكومة بعد عودة الرئيس ميشال عون من روما الى بيروت.
وكان الرئيس الحريري لفت الى «أن استقالته من الحكومة كانت بقصد خلق صدمة إيجابية في لبنان، وأن يفهم العالم أن بلدنا لم يعد قادراً على تحمل تدخلات حزب الله في شؤون دول الخليج، حيث يقيم ما يقارب 300 ألف لبناني ووجودهم مهم جداً بالنسبة الى اقتصادنا».
وقال في مقابلة أجرتها معه مجلة «باري ماتش»: «اختار اللبنانيون الحوار من أجل مصلحة لبنان واستقراره، لأن لا أحد من اللبنانيين يريد أن يعيش حرباً أهلية من جديد، ولذلك علينا تنفيذ سياسة جامعة همّها الرئيسي مصالح لبنان».
وسئل الحريري: بدا إعلان استقالتك من الرياض مفروضاً عليك هل كنت «محتجزاً من قبل السعوديين كما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون؟ أجاب: «لا، هذا ليس صحيحاً. استقلت من الرياض بقصد خلق صدمة إيجابية للبنان. رويت قصصاً كثيرة عن هذا الموضوع. لكن لو كنت محتجزاً، لما كنت اليوم هنا في بيروت وما تمكنت قبل ذلك من الذهاب إلى باريس ومصر وقبرص. كنت حراً».
وقيل له في جميع الاوقات؟ أجاب: «نعم، ذهبت إلى باريس عندما دعاني الرئيس ايمانويل ماكرون».
وسئل: دعنا نتحدث عن حزب الله الممثل في حكومتك، والذي اتهمته، مع معلّمه الإيراني، بالسيطرة على لبنان. لكن «حزب الله» طالب بعودتك، فهل غيّرت رأيك؟ أجاب: «علينا ان نميّز. في لبنان، لـ«حزب الله» دور سياسي. لديه أسلحة، ولكنه لا يستخدمها على الأراضي اللبنانية. إن مصلحة لبنان هي بضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في أماكن أخرى. وهذه هي المشكلة».
وسئل: لقد ذكرت تهديدات لحياتك. هل تلاشت هذه التهديدات؟ أجاب: «التهديدات موجودة دائماً. لدي العديد من الأعداء، منهم المتطرفون ومنهم النظام السوري، فقد أصدر هذا الأخير حكماً بالإعدام ضدي، وهم يتهمونني بالتدخل في بلدهم. بصراحة، هل تتصورونا كلبنانيين نتدخل في سوريا؟».
وعن تعيين سفير جديد في دمشق قال «لطالما أردنا علاقات دبلوماسية مع سوريا، التي رفضت لفترة طويلة الاعتراف باستقلالنا. عام 2010، ذهبت إلى دمشق وتم أخيراً الاعتراف بهذا الاستقلال. ان تعيين سفير هو لضمان استمرارية هذا الاعتراف أياً كان النظام في دمشق».
وعن مصير 1.5 مليون سوري يعيشون في لبنان؟ قال «سيعودون في حال وجود حل سياسي حقيقي. السوريون ليسوا مثل الفلسطينيين، إذ لديهم بلد خاص بهم ولا يريدون البقاء. وبالنسبة الى هؤلاء اللاجئين أيضاً، فإن استقرار لبنان أساسي. في حال حصول فوضى، سيهربون من البلد. وسوف يذهبون إليكم، في أوروبا».
واذا كان يعترف بأن بشار الأسد انتصر في الحرب؟ أجاب: «لم ينتصر. الرئيسان بوتين وروحاني انتصرا».
وسئل: عندما ينعت محمد بن سلمان آية الله خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، بـ «هتلر الشرق الأوسط»، هل تؤيده؟ أجاب: «لكل شخص طريقته في التعبير، أنت توقفت عند كلمة «هتلر»، ولا تعلم ما يقوله خامنئي عن السعوديين لسنوات، واصفاً إياهم «بالمجانين». هذه الكلمات المفرطة هي جزء من لغة المنطقة».
وسئل: هناك تقارب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. إذا قرر الإسرائيليون ضرب المصالح الإيرانية وحزب الله في سوريا، ما سيكون رد فعلكم؟ أجاب: «لن نفعل شيئاً إذا الأمر حدث في سوريا».
وقيل له حتى لو اخترقوا مجالكم الجوي؟ أجاب: «نسجل كل الاختراقات لمجالنا الجوي في مجلس الأمن الدولي. لكن لبنان لا يستطيع أن يفعل أي شيء. حتى بشار الأسد، بعد كل ضربة، يقول: سنرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها. ستكون هذه مشكلة سوريا لا مشكلة لبنان».