خرجوا من منازلهم بنية "إقامة الصلاة"، أطفالهم يتسابقون أمامهم للحاق بالصفوف، "وضوء" و"نهم للركوع" في يوم هو الأقدس بالأسبوع "الجمعة"، هكذا يلبون النداء ساعين إلى "ذكر الله" كما أمرهم.
"فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ" هكذا أمر الله موسى في سورة "طه" وهكذا التزم المسلمون طوال تاريخهم، لبيوت الله قداسة، وللقاء الله خشية، فخلع المصلون نعالهم قبل دخولهم مسجد الروضة في العريش، وهم لا يعلمون أنها المرة الأخيرة التي ستقبل فيها أحذيتهم تراب الوطن.
وقفت الطفلة حائرة تبحث عن "أمل"، هذا ما تبقى من رجال الأسرة، هذا ما تبقى من أثر خطواتهم في القريةربما تلتمس سببا للنجاة، وربما تبحث عن ذكرى لتخلد مصابها، فإن لم تجد حذائه فهو لم يلحق بصفوف المصلين ولم ينله الغدر، وربما هو في عداد الشهداء فتجد "جزءا" لم يصل إلى الجنة بعد.
ربما هو أخيها الأكبر أو أبيها أو أحد أعمامها وربما كل هؤلاء، لكن الأكيد كان هناك "سند" ما اغتاله الإرهاب في لحظة غدر.
عن الوطن