أكد ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أن أكبر خطر تسبب فيه الإرهاب والتطرف "هو تشويه سمعة الإسلام". وقال ولي العهد ، في افتتاح أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب"، الذي ينعقد في الرياض، إن الاجتماع من شأنه أن يرسل إشارة قوية تؤكد على أن الدول المشاركة عازمة على عدم السماح بتشويه الدين وترويع الآمنين.
وأكد ضرورة التنسيق في محاربة الإرهاب، واعتبر الاجتماع دليل دعم دول التحالف بعضها البعض في محاربة الإرهاب. وقدم التعزية لمصر في ضحايا هجوم "قرية الروضة"، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص أمس الأول الجمعة. وأشار إلى أن أكثر من 40 دول ستنسق جهودها في إطار التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب ، قائلا "إننا لن نسمح بتشويه ديننا وترويع المدنيين ".
ونوه ولي العهد إلى أن "الإرهاب كان يعمل بنشاط في دولنا خلال السنوات الماضية"، مضيفاً "سنعمل على التنسيق وتكامل الجهود لمكافحته". من جانبه ، أعلن أمين عام رابطة العالم الإسلامي محمد العيسى أن "الإرهاب مشكلة إيديولوجية وليست أمنية فقط" ، وقال إن "التطرف المعاصر تمدد بسبب غياب المواجهة العلمية، وجاء هذا بسبب اجتزاء النصوص الدينية". وأضاف العيسي أن "الإرهابيين من أكثر من 100 دولة التحقوا بتنظيم داعش"، موضحا أن "الأوروبيين في داعش يشكلون 50 بالمئة من عناصر التنظيم". وإلى ذلك، أعلن القائد العسكري للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الفريق رحيل شريف، أن "التنظيمات الإرهابية تحاول ممارسة أعمالها الإجرامية تحت ستار الإسلام".
وأشار إلى أن "مكافحة الإرهاب أصبحت أكثر تعقيدا، وباتت قوات إنفاذ القانون في حاجة إلى استعدادات خاصة، مع ضرورة وضع منهج شامل لمكافحة الإرهاب". وأوضح رحيل أن "التحالف الإسلامي سيعمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب من خلال رفع القدرات الاستخبارية وإيجاد آليات دعم بين الدول المشاركة". وأعلن أن "التحالف سيعمل على بناء قدرات الدول التي تحارب ضد الإرهاب من خلال التدريبات المشتركة". ومن ناحية أخرى، دعا وزير الإعلام الأردني، محمد المومني، وسائل الإعلام المعتدلة إلى "تفنيد أكاذيب ومزاعم الجماعات الإرهابية".
وتحدث أحمد بن عبد الكريم الخليفي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي عن مجال محاربة تمويل الإرهاب، وقال إن التحالف يهدف إلى التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في مجال محاربة تمويل الإرهاب في الدول الأعضاء، وترويج أفضل الممارسات، وتطوير أُطر العمل القانونية والتنظيمية والتشغيلية، وتيسير تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء. وأكد وزير الدفاع الكويتي الشيخ محمد خالد الحمد الصباح على "ضرورة تحصين المجتمعات من أخطار الإرهاب، وضرورة التكاتف والتعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب".
وناقش الاجتماع ، الذي ينعقد تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب" بمشاركة وزراء الدفاع بدول التحالف ووفود دولية ، الاستراتيجية العامة للتحالف وآليات الحوكمة المنظِّمة لعملياته ونشاطاته ومبادراته المستقبلية في الحرب على الإرهاب، ضمن مجالات عمله الرئيسية الفكرية والإعلامية والعسكرية.