أكد روحي مشتهي عضو المكتب السياسي المركزي لحركة "حماس" والمقيم بالقاهرة، أن وفد حركته الذي سيشارك في حوارات القاهرة الموسعة غدا يذهب بعقلِ وقلبِ مفتوح لمناقشة كل القضايا التي تهم شعبنا الفلسطيني؛ مع كل الشركاء والفرقاء الفلسطينيين من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية. مشيراً إلى أن الجلسات ستناقش قضايا كبرى أهمها الإنتخابات، وملف منظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطيني، والحكومة، وقضايا الحريات.
وقال مشتهى في حديث لـ "القدس": آن الآوان لمواجهة لحظة الحقيقة من قبل كل الفرقاء الفلسطينيين بأن المشروع الوطني الفلسطيني والحقوق الفلسطينية في خطر داهم، وإذا لم نسعف أنفسنا كفلسطينيين وننهي لمرة واحدة وللأبد هذا الإنقسام البغيض؛ لنتفرغ للأهم وهو مواجهة الإحتلال الصهيوني الذي يحتل ارضنا ويهود قدسنا ولمواجهة الإستيطان الذي يلتهم أرضنا كل يوم فلن يسعفنا أو ينفعنا أحد".
وحول خطوط حركته "حماس" الحمراء في مباحثات القاهرة الفصائلية المقبلة، كشف مشتهى بأن هناك خطوطاً حمراء لدى الحركة حيث من الصعب على كل فلسطيني حر أن يتجاوزها؛ وهي التمسك بحقوق شعبنا كاملة، ومنها ما يمتلكه شعبنا من سلاح للمقاومة؛ فسلاح المقاومة هو أول الخطوط الحمراء التي لن تكون خاضعة للنقاش في أي حال من الأحوال؛ لا في حوارات القاهرة غدا ولا في أية حوارات مستقبلية؛ طالما ان شعبنا يرزخ تحت الإحتلال. وشدد مشتهى على تمسك حركته بمشروع المقاومة والاستمرار فيه ورفض الاعتراف بشرعية من لا يزال يحتل الأرض الفلسطينية.
إلى ذلك أكد مشتهى على أن ملف الموظفين بالنسبة إلى "حماس" هو ملف وطني بامتياز ولا بد من حله حللاً جذريا. وعن مرونة "حماس" في الفترة الماضية والتي أفضت إلى توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة وما إذا كانت ستستمر هذه المرونة؛ أوضح مشتهي أن كل ما قامت وتقوم به "حماس" من تنازلات كما يسميها البعض كانت من أجل مصلحة أبناء شعبنا الفلسطيني؛ وحماس دائماً تقدم العام على الخاص.
وعن التخوفات التي يبديها المواطن البسيط في الشارع الفلسطيني حيال تعثر المصالحة؛ وعدم شعوره بتاثيراتها وانعاكاساتها الإيجابية حتى هذه اللحظة. قال مشتهى: من حق أبناء شعبنا أن يكونوا قلقين على سير خطى المصالحة التي تسير بخطوات بطيئة؛ فشعبنا بطبعه وحدوي؛ وقلقه مشروع لأنه يفهم ان استمرار الإنقسام المستفيد الأول منه هو افحتلال الصهيوني، ولهذا نحن في"حماس" نطالب أبناء شعبنا وقواه المجتمعية الفاعلة بحماية المصالحة ومحاسبة كل من يعطلها. وأضاف مشتهى: إذا كانت المصالحة هي خيار الشعب الفلسطيني؛ ومحل إجماعه الوطني فلايصح أن يعطلها شخص أو مجموعة أشخاص؛ او حتى حزب أو حركة، فالأصل أن لا نسمح لأي كان بإفساد المصالحة؛ وحتى تستمر المصالحة وتتقدم لا بد وأن يشعر الجميع بأثارها وانعكاساتها الإيجابية، ولا بد وأن يحتضنها الجميع، بإرادة حقيقية؛ ويكون الاستعداد حاضراً دوماً للمضي قدماً فيها، ومن هنا يجب على الرئيس عباس أن يقوم وفوراً بالغاء كل العقوبات التي تم فرضها تجاه أهلنا وابناء شعبنا في قطاع غزة؛ حتى تسود روح التوافق والوحدة، وأن يكون الوطن والمواطن هو العنوان؛ مشدداً على أن حماس لا تزال تراكم نقاطًا إيجابية بدء من حل اللجنة الإدارية ومن ثم تمكين الحكومة من ممارسة مهامها في قطاع غزة وتسليمها المعابر والوزارات.
وعن الملف الأمني وخشية البعض من ان يكون عامل تفجير في المرحلة المقبلة، أوضح مشتهى:" أن كل القضايا لها أساس في المعالجة في إتفاقيات القاهرة الموقعة 2011 ومن ضمنها الملف الأمني".
وعن استعدادات "حماس" للمشاركة في الإنتخابات المقبلة إذا ما تم التوافق على إجرائها في حوارات القاهرة، قال مشتهى بأنه في حال أجريت انتخابات تشريعية فلسطينية جديدة، فإن حماس ستشارك فيها بفاعلية،:" فنحن معنيون بحضور مؤثر في معادلة الحكم والسلطة لحماية مشروعنا المقاوم، وذلك بالشراكة والتوافق مع كل القوى والفصائل الفلسطينية؛ وليس على قاعدة التفرد بالقرار".