بعد نحو شهر على عودته إلى القاهرة، وتقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قام السفير الإسرائيلي، دافيد غوفرين، بزيارة غير معلنة، هي الأولى من نوعها منذ عام 2011، إلى ضريح شمالي مصر يقول اليهود إنه قبر لحاخام يقدسونه ويُعرف باسم "يعقوب أبو حصيرة"، وذلك على الرغم من وجود حكم قضائي مصري عام 2014 بعدم أثرية القبر وإلزام وزارة الآثار بشطب الضريح من سجلات الآثار المصرية.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" نشرت على موقعها الإلكتروني، تقريرا بعنوان "الزيارة غير العادية للسفير الإسرائيلي بالقاهرة"، استعرضت فيه بعض تفاصيل زيارة السفير غوفرين، برفقة طاقم السفارة، يوم الثلاثاء الماضي.
ونقلت عنه قوله في المكان: "أشعر بالامتنان لزيارة هذا المكان المقدس ليهود مصر والعالم أجمع .. ضريح أحد أعظم حاخامات اليهود المغاربة، الذي توفي في دمنهور وهو في طريقة إلى إسرائيل".
وتابع: "طوال سنوات عديدة درج اليهود على القدوم إلى هذا الضريح كل عام في يوم وفاته والصلاة على روحه".
كما وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن "السفير التقى مع مهندسي وزارة الآثار المصرية واستمع منهم ومن مندوبي الوزارة لشرح عن أعمال الترميم" التي تنفذها الوزارة بالمعبد، كما التقى رئيس الطائفة اليهودية في الإسكندرية، يوسف بن غاؤن.
ونقلت عنه "شكره وتقديره للحكومة المصرية على جهودها في ترميم معبد إلياهو هانبي، في الإسكندرية، ما يدل على الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة المصرية للحفاظ على الأماكن التاريخية اليهودية".
"على السلطات المصرية احترام القانون"
تجدر الإشارة إلى أن زيارة السفير الإسرائيلي هذه قد أثارت ردود فعل غاضبة لدى مصريين، خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، كما ونقلت وسائل إعلام محلية تصريحات سياسية منددة، من ضمنها تصريح لأمين حزب تيار الكرامة، محمد البسيوني، قال فيها إن "زيارة سفير الكيان الصهيوني في مصر مرفوضة"، مشددا على أن "المصريين ناضلوا ضد استمرار احتفالات مولد أبو حصيرة الذي يتخذ منه الصهاينة بابا للوجود في مصر سنويا، وأن على السلطات المصرية احترام القانون والالتزام بحكم المحكمة الإدراية التي ألغت الاحتفالات".
وأضاف: "معبد إلياهو هانبي، أثر مصري لا علاقه له بالكيان الصهيوني، وزيارة السفير إلى المعبد لمتابعة الترميمات تعطي انطباعا أنه مبنى يخص الصهاينة، وهذا أمر مرفوض".
واعتبر البسيوني أن "تحركات السفير تأتي في إطار محاولة الصهاينة تقديم أنفسهم مسؤولين عن اليهود في العالم، وأن الأثار التي تخص اليهود تقع تحت مسؤوليتهم"، معتبرا أن "السلطة المصرية وقعت في خطأ فادح عندما سمحت له بزيارة المعبد".