محاولة الاغتيال الفاشلة للمسئول الأول لقوى الأمن في قطاع غزة تحمل دلالات ومعاني خطيرة وهي رسائل موجهة للراعي المصري الذي يرعى المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام ، وموجهة إلى حركة حماس ، والى حكومة الوفاق الوطني ألفلسطيني التي تستعد لاستلام زمام أمر الأمن في قطاع غزه ونشر القوات الفلسطينية على المعابر والحدود
تشكل عملية محاولة الاغتيال لمسئول الأمن الداخلي لحركة حماس اللواء توفيق ابونعيم خرق امني خطير ولا تقل خطورتها عن اغتيال الشهيد مازن فقها الذي اغتيل في منزله في منطقة تل الهوى في بغزه في الرابع والعشرين من مارس 2017
وكان اللواء توفيق ابونعيم أكد في حينه أن الاحتلال يتحمل المسئولية الكاملة عن عملية اغتيال فقها حيث خططت أجهزته الأمنية للاغتيال منذ البداية حتى النهاية، حيث اعترف العملاء المتورطون في العملية بتلقيهم تعليمات مباشرة من الاحتلال لتنفيذ الجريمة.
وأشار إلى أن عملية اغتيال فقها علامة فارقة في العمل الأمني، وعنوان لمرحلة جديدة بعنوان "الحسم والمبادرة".
الكشف عن خلية اغتيال الشهيد مازن ألفقها وهي ضمن الاحتمالات أن أصبح اللواء توفيق ابونعيم هدف للاغتيال ، لقد سبق لإسرائيل أن هددت باللجوء لسياسة الاغتيال ضمن عملية التهديدات المتواصلة لمعرفة أماكن أسراها ، فيما سبق وان ذكرت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيلانة كوريال عن الوزير الإسرائيلي بلا وزارة أيوب قرا المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيحوز قريبا روبوتات صناعية تستطيع اغتيال زعماء حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
فهل استعملت وسائل تكنولوجيا حديثه بمحاولة اغتيال اللواء توفيق ابونعيم عبر عبوه ناسفه وضعت في مكان ما من الجيب الذي يستعمله أبو نعيم
إن محاولة الاغتيال تـأتي في ظروف حساسة ودقيقه جدا يعيشها الفلسطينيون خاصة في غزة، وفي سياق البدء في مسيرة المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام وأطراف عديدة من مصلحتها عرقلة المصالحة في مقدمتها إسرائيل التي ستحاول عرقلة المصالحة بطرق مختلفة، وكما هو معلوم أن أبو نعيم هو أسير محرر ومطلوب لإسرائيل، إضافة إلى بعض الجهات المتطرفة التي تتبنى الفكر الداعشي وترى في أبو نعيم على أنه المسئول عن ملاحقتهم واحتجاز المئات منهم خلال الأشهر الماضية ومحاكمة البعض الآخر.
إن التعاون المصري وحركة حماس حد من العمليات التي تستهدف الجنود المصريين في سيناء ،والتعاون الأمني مع مصر وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وفلسطين وعرقلة جهودهم في القيام بعمليات في سيناء.
محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام الأمن الداخلي في غزه عبر محاولة تفجير سيارته بعد خروجه من صلاة الجمعة تحمل دلالات خطيرة وهي ضمن رسائل تحذيريه موجهة لعدة جهات في آن واحد ، ومضمونها أن المتربصين بوحدة شعبنا الفلسطيني قصدوا وهدفوا من فعلتهم النكراء وضع العراقيل أمام إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام
وان محاولة الاغتيال تحمل رسالة واضحة إلى حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني التي تسعى لبسط ولايتها على كافة المؤسسات وهي رسالة تحذير في أننا سنعمل على نشر الفوضى ونشر ثقافة الفلتان قبل شروع حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني بتسلم ملف الأمن الداخلي ، وهي رسالة موجهة إلى الأمن المصري ضمن عملية اختراق الأمن في غزه . وان إسرائيل هي الأخرى لن تكون بمنأى عن إمكانية أن يكون لها يد في عملية الاغتيال .
وبالحقيقة أن عملية محاولة اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم هي جريمة بكل المعايير والمقاييس لها دلالتها ضمن محاولات العبث في الأمن الفلسطيني ولا بد من العمل للكشف عن المجرمين لمعرفة من يشغلهم ولمصلحة من ارتكبوا جريمتهم النكراء وذلك لأن هناك فعلا من يحاول وضع المعيقات أمام إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ، ضمن محاولات توجيه الاتهامات لأيادي فلسطينيه لفرملة عملية المصالحة ووضع العصا في دواليب المصالحة ضمن مسعى ما زال يأمل المخططون لتحقيقه " فلسلطنة الصراع " وهذا ما هدف لتحقيقه المخططين والمنفذين لعملية الاغتيال
ولا بد من التريث والانتظار وقبل إطلاق الاتهامات حتى تنجلي حقيقة وحل لغز جريمة محاولة الاغتيال وذلك توخيا للوصول إلى الحقيقة التي ستوضح الكثير وتكشف حقيقة المتآمرين والمتربصين في وحدة شعبنا الفلسطيني
بحيث يجب على الجميع توحيد جهودهم لكشف مخطط الاغتيال والمشرفين والقائمين عليه فما حدث يُعطي مؤشر خطير لما هو آت،فلا بد من مواجهة مخاطر ما يتهدد وحدة مجتمعنا الفلسطيني وملاحقة كل من تسول له نفسه للعبث بالأمن الفلسطيني لعرقلة جهود المصالحة