تعتبر مدينة الميادين من أبرز المواقع العسكرية لتنظيم "داعش" في كامل المنطقة الشرقية، نظراً لكونها الرابط الجغرافي بين مدينتي دير الزور والبوكمال والمنطقة الأكثر استيطانا للقيادات التابعة لـ"داعش"، حيث تتميز بالبعد اللوجستي لقربها من مناطق سيطرة التنظيم داخل الحدود العراقية ومجاورتها للحقول النفطية الكبيرة.
واكتشفت وحدات الجيش السوري، التي دخلت مدينة الميادين وسيطرت على كامل أرجائها خلال عملية التمشيط والتأمين الهندسي داخل مقرات "داعش"، ترسانة عسكرية هي الأكبر في تاريخ الحرب كانت مخبأه في أقبية ومقرات بعضها محصن وصعب الاختراق، حيث تعد تلك المستودعات الأكبر والأكثر تنوعاُ في صنوف الأسلحة، فهي ضمت آلاف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة للذخيرة بكميات هائلة، وكان من ضمن الكميات المصادرة أسلحة أمريكية وإسرائيلية بأعداد كبيرة وتقنيات اتصال واستطلاع.
وأدت النجاحات الميدانية وتسارع العمليات العسكرية في مدينة دير الزور إلى وصول وحدات الاقتحام في وقت قياسي لتخوم مدينة الميادين، مما جعل التنظيم يقع في حالة إرباك شديد وتشتت، حيث لم تنفع حشود المسلحين واستخدامهم للسيارات المفخخة في وقف الزحف، كما لم تقف الجسور المدمرة عائقا في وصول طلائع القوات للمدينة وخاصة بعد أن قامت وحدات هندسية روسية بإنشاء ممرات مائية سهلت انتزاع البلدات الواقعة على ضفاف الفرات وأوصلت الجيش السوري إلى الميادين التي خسرها مسلحو "داعش" وانسحبوا منها بعد حرب لم تكن طويلة.
