وكالات -
وجه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر نقدا حادا لظاهرتين قال إنهما موجهتان ضد الاسلام، الأولى "ظاهرة انفراد الإسلام بهجمة نكراء"، والثانية "اكتساح العملة الزائفة في مجال الفتوى"، في إشارة لـ "تصدر بعض أدعياء العلم حلقات تشويه الإسلام والجرأة على علماء المسلمين والفقهاء، بحسب قوله.
وتساءل خلال كلمته بمؤتمر دار الإفتاء العالمي الذي بدأ امس الثلاثاء، تحت عنوان "دور الفتوى في استقرار المجتمعات": "هل سمعنا أو شاهدنا برامج عبرية (لغة اليهود) أو بأي لغة أخرى تسخر علنًا من التوراة أو التلمود؟"، و "هل رأينا أو سمعنا برامج تسخر من الأنجيل أو تدعو المسيحيين لنفض أيديهم عن تعاليمهم؟".
وأضاف الطيب، خلال كلمته في فاعليات المؤتمر العالمي الثالث "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"، الذي افتتح بمقر دار الافتاء المصرية بمشاركة 63 دولة، أن "الدين الإسلامي يتعرض لهجمة شرسة، ويواجه الشباب المسلم التدليس على الشباب تحت مسميات الحرية وحرية الإبداع والتعبير".
وافتتح الدكتور شوقي علام مفتي مصر المؤتمرِ الثاني لِلأمانةِ العامَّةِ لِدُورِ وهيئاتِ الإفتاءِ في العالم، اليوم الثلاثاء، مشيرا لما اسماه "الظَّرْفُ العَصيبُ الذي تَمرُّ بِهِ مِصْرُ والمِنطقةُ بِأَسْرِهَا، بَلْ والعَالَمُ كلُّه، بسببِ تَنامي ظاهرةِ الإرهابِ والتطرفِ"، وأثرها في إصدارِ "فتاوَى مُضلِّلَةِ مُنحَرِفَةِ مُجَافيةِ للمَنهجِ الوسطيِّ الصحيحِ وانتشارِ العنفِ والفَوْضَى".
ودعا علام إلى "تَصحيحِ المفاهيمِ المَغلوطةِ وَصَدِّ الأفكارِ المتطرفةِ ونشرِ قِيَمِ الدِّينِ الصحيحةِ السمحةِ"، محذرا من أن "الإرهاب يَسعى إلى فرض سَيطرتِهِ وبَسْطِ نُفُوذِهِ على عقولِ العامَّةِ والشبابِ عنْ طريقِ نشرِ الفَتاوَى المُضَلِّلَةِ والأفكارِ المَغْلوطةِ عَبْرَ وَسائلِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ وغَيْرِهَا".
وللعام الثاني على التوالي، تعقد دار الإفتاء المصرية عبر "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم" مؤتمرها العالمي الثاني، في الفترة ما بين 17-19 تشرين أول/اكتوبر الجاري بالقاهرة، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"، وبمشاركة وفود من أكثر من خمسين دولة من مختلف قارات العالم.
وقال بيان لدار الافتاء، أنه سيتم خلال المؤتمر "مناقشة عدد من القضايا المهمة التي تتعلق بدور الفتوى وأثرها في استقرار المجتمعات، وكذا دراسة الفتاوى التي تقوض أركان المجتمعات وتحث على العنف والقتل وإحداث الاضطراب والتخريب وتُتَّخَذُ ذريعةً لتبرير أعمال العنف والإرهاب".
كما يبحث المؤتمرُ "الفتوى باعتبارها سلاحًا يُستخدم في الخصومات السياسية والفكرية"، بجانب "دراسة الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفتاوى الشاذة، على الجانب المجتمعي والتشريعي والردود والتصحيحات".
وقالت دار الافتاء المصرية أن "المؤتمر يأتي في وقت أثارت فيه الفتاوى الشاذة خلال السنوات الماضية اضطرابات في المجتمعات، وبينت مدى ما يعانيه مطلقوها من سطحية وبُعد عن الواقع، في محاولة جادة علمية وعملية في آنٍ واحد لتشخيص هذه الظاهرة ودراسة أسبابها، ومن ثَمَّ وضع مقترحات لتشريعات وأطر ضابطة لهذه الظاهرة"