يمكن تعريف القيادة التحويلية بأنها عملية تغيير الأوضاع الحالية إلى أوضاع مستقبلية مأمولة من خلال إقناع التابعين بالحاجة الضرورية للتغيير أو هي عملية إعادة النظر في السلوك والنهج القديم من خلال تشكيل قيم وقناعات وأفكار جديدة للتابعين تساعد في تطوير اساليب جديدة لحل المشكلات القائمة وتساهم في تحقيق عملية التحول المنشود.
ومن خلال التعريف نستطيع معرفة عناصر القيادة التحويلية وهي إدراك الحاجة الملحة للتغيير وتحديد الرؤية أو صورة المستقبل القادم وإيصال هذه الرؤية للتابعين والسعي لتطبيقها وجعل الاتباع يعيشون أبعادها ورفع درجة التزام الاتباع تجاه تطبيق الرؤية الجديدة بقدر المستطاع.
ان التحول الحالي في موقف حركة حماس وتفاعلها الإيجابي غير المسبوق مع القضايا الوطنية ومن ضمنها إنهاء الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية هي لغة جديدة وغير مألوفة ولم نسمع بها منذ سنوات.
القائد المجدد يحي السنوار أحي الأمل من جديد بغد أفضل ومستقبل أجمل وبث روحا جديدة وقلص هوة الخلاف وبعث فكرا إسلاميا فريدا وأسس لثقافة جديدة عمادها الانحياز للوطن وإخراجه من المحن بعيدا عن الاعتبارات الحزبية والمصلحية الضيقة .
استجاب القائد السنوار لنبض الجماهير واستغاثات المواطن فحافظ على مشروع المقاومة واسقط الحكم الفاسد وقلب الطاولة على رؤوس الطغاة الذين أساؤا استخدام السلطة ونهبوا المال العام .
اعترف السنوار بالفساد القائم الذي تغلغل في كل المؤسسات وبالمحسوبية وبكشوفات التوظيف التي تأتي من المساجد دون أي اعتبارات لآلاف الخريجين والخريجات وبمعايير الترقية التي تبتعد كل البعد عن الكفاءة والخبرة فتصدى بكل قوة وحزم للفاسدين وأعوانهم حتى أضحى إسمه هاجسا يقض مضاجع الفاسدين ويزلزل أركان الظالمين ويرعب كل العابثين بمستقبل ومصير الشعب .
أبحر السنوار وقد يكون عكس التيار في بعض الأحيان من أجل إنقاذ سفينة الوطن من الغرق ودفع بها إلى بر الأمان حماية للوطن والانسان فنال احترام وإجماع الكل الفلسطيني .
أحدث السنوار ثورة تصحيحية في الفكر قائمة على الاعتراف بالآخر والإيمان بالشراكة الحقيقة مع مختلف القوى الفلسطينية وهذا كان جليا في تصريحاته الإعلامية وفي لقاءاته مع الكتاب والنخب السياسية ورجال الأعمال والوفود الشبابية .
حلق السنوار بعيدا خارج الحدود واقتحم السدود التي ظلت مغلقة لفترات طويلة من خلال سياسة الانفتاح على الجميع واستطاع أن يسجل اختراقا في الموقف العربي وخصوصا المصري في التعاطي مع حركة حماس فاعجب بفكره وتوجهاته الوطنية الأشقاء المصريين.
حاول السنوار جاهدا إعادة إصلاح وترميم علاقة حركته بالجماهير الحاضنة للمقاومة من خلال اعترافه الضمني بالخطأ والخطيئة التي ارتكبت بحق الجماهير إبان الأحداث الأليمة التي وقعت مع العائلات الغزية من خلال تشكيل صندوق للمصالحة المجتمعية .
استطاع السنوار إقناع الكثيرين من ابناء حماس بهذا النهج الجديد وهذا الفكر السديد القائم على استعادة الوحدة الوطنية كرؤية استراتيجية وأولوية رئيسية .
أدرك السنوار الحاجة الملحة للاقتراب من المواطن وتلمس احتياجاته والوقوف على عتباته وتفريج كرباته بعد سنوات طوال من الفقر والحرمان والبؤس الاقتصادي والتفكك الاجتماعي دفع المواطن فيها فاتورة باهظة دونما ثمن.
ولمواجهة التحديات وتلبية الطموحات والتطلعات وللحفاظ على زخم التفاهمات على جميع القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية والتجمعات الشبابية الخروج بمسيرات داعمة للحالة الوحدوية و المواقف السنوارية.