قال د. حنا عيسى – امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، بأن بلادنا فلسطين تمتاز بخصوصية ذات فرادة، مشيرا أنها تشكل خلاصة تاريخ حضاري طويل وعلى أرضها التقت الحضارات وتعاقبت المدنيات، إلى جانب أنها مهبط الديانات السماوية الثلاث، وفيها صيغت ابداعات الانسان في مجالات الدين والفكر والفن، وعلى أرضها تكون التراث الانساني الفريد بعناصره المتشعبة فغدت بلد العراقة والاصالة في التاريخ إذ انتقلت الحضارة إلى العالم وهي لا تزال الى اليوم تسهم في صنع الحضارة الانسانية.
وأضاف الأمين العام للهيئة، "هذا يضعنا أمام مسؤوليات حفظ هذا التراث القديم العظيم وتسليمه إلى أولادنا من بعدنا ليبقى وطناً منيعاً وشعباً عزيزاً يحتل مكانته بين الشعوب، كما وسنبقى نموذجاً يحتذى به في التعايش الاخوي والتعامل والتعاون الحضاري والحس الوطني السامي إلى جميع أبناء الوطن الواحد مسيحيين ومسلمين".
وتابع عيسى، "الاستراتيجية التي يجب اعتمادها في علاقاتنا الاسلامية – المسيحية هي التواصل والحوار البناء المبني على المحبة المتبادلة بين المسيحيين والمسلمين كشعب واحد في وطن واحد، لا استراتيجية الصراع والصدام لان استراتيجية الحوار هي الكفيلة والقادرة على بناء جسور المودة والوفاق والثقافة وعلى تأسيس علاقات ايجابية بين الطرفين".
وأستطرد عيسى، "هذا يعزز وحدتنا الوطنية ويقوي جبهتنا الداخلية ويوحد صفوفنا ويدعم صمودنا في وجه كل من سولت له نفسه اختراق وحدتنا وعرقلة التفافنا نحو قائد مسيرتنا الذي يقود معركتنا ضد الاحتلال من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران سنة 1967م، وتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الاوسط".
ونوه عيسى، "هكذا ينبغي أن يستمر تيار وحدتنا الوطنية في التدفق عبر الأجيال المقبلة تراثاً نعتز به ونسهم بواستطه اليوم وغداً كما أسهمنا في الماضي مسيحيين ومسلمين في المسيرة الوطنية لتعزيز الامن والسلام ليس في منطقتنا العربية بل في العالم أجمع".