يتابع جهاز الاستخبارات وتقدير الأوضاع في إسرائيل باهتمام الأحداث في محور القاهرة، غزة، ورام الله. يشكل الشرخ الفلسطيني الذي ما زال مستمرا منذ عشر سنوات وشهد الذروة في الأشهر الأخيرة بعد أن قرر أبو مازن إيقاف نقل الأموال إلى القطاع، نقطة أساسية في كل نقاش تسوية سياسية مستقبلية.
ذريعة حكومة نتنياهو الوحيدة ضد الدولة الفلسطينية هي أن هناك دولة فلسطينية في قطاع غزة". وفي الواقع، حقيقة أن الفلسطينيين يديرون سلطتي حكم سياسيتين منفصلتين قبل إقامة دولة، تثير علامات سؤال حول مستقبلهم كشعب.
ما هو الاختلاف بين اتفاق المصالحة الحالي عن الاتفاقات الكثيرة السابقة الموقعة بين الجانبَين رسميا وانفجرت في ظل الكراهية الكامنة بين الحركتين؟ تقدر جهات إسرائيلية أن في هذه المرة هناك احتمال لحدوث تغيير في ظل حقيقة أن الجانبين ضعيفين: وصل الوضع الاقتصادي والإنساني في غزة في ظل حكم حماس إلى وضع شبيه بالوضع في بعض دول إفريقيا قبل أن يوقف أبو مازن نقل الأموال. بات الوضع لا يحتمل حاليا.
يسيطر يحيى السنوار وحده تقريبا، خلافا لما كان متبع في مجلس شورى حماس واتخاذ القرارات الجماعية. فهو غير قادر على إقناع الآخرين ويصدر تعليماته، من بين أمور أخرى، بينما يستعين بشخصية محمد الضيف، كسلطة روحانية.
يعمل أبو مازن بناء على دافع مركزي وهو الرهاب من دحلان ومن أن ينجح في أن تطأ قدمه في غزة ويشكل المصريون لاعبا مركزيا في هذا الرهاب فبعد سنوات من مقاطعة حماس، قررت مصر أنه من الأفضل أن تتدخل بما يحدث في الساحة الخلفية لمصر أي قطاع غزة. ويعمل أيضا في الساحة توني بلير والسويسريون. وهذا بناء على الافتراض أن دون التوصل إلى وحدة فلسطينية لا يمكن دفع عملية جدية مع إسرائيل.
من المتوقع أن يدعي اليمين الإسرائيلي أن أبو مازن يتعاون مع المنظمة " الإرهابية " حماس ولهذا يجب مقاطعته وفرض العقوبات ضده. هناك من يدعم المصالحة بشكل أساسيّ، لا سيما تأهيل غزة وتحسين الوضع الإنساني فيها. على أية حال، تتبع إسرائيل حاليا سياسة الانتظار بصبر.
المصدر الاسرائيلي