الإنتربول ومراكمة الانتصارات..د. نبيل البطراوي

الخميس 28 سبتمبر 2017 08:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
الإنتربول ومراكمة الانتصارات..د. نبيل البطراوي



ليست المرة الاولى التي يسجل فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتصارا في معركة الدبلوماسية الفلسطينية التي يجيد فيها المناورة بشكل مذهل مع دولة الاحتلال ومن يساندها هذا الرجل السهل المظهر الصلب المخبر الذي تجاوز الثمانين من عمره ولكن روح التحدي والاصرار لم تغادره طيلة حياته وكما يصفه الدكتور صائب عريقات شفاه الله وعافاه بانه رجل عنيد عند القضايا الوطنية ولا يعرف فيها مهادنة او مناورة ولا ليونة واقعي في الشكل ولا مجاملات في المضمون.

نعم الرئيس عباس السياسي المحنك الذي في تكتيكه تكاد ان تلامس الليونة والمرونه لدرجة مربكة ، وفي صلابته وثباته واستراتيجيته ترى صورة القائد المؤسس العنيد الصلب حامل الحلم الذي ضاع ومازال يبحث عنه ، والقائد المؤسس مع رفيق دربه ياسر عرفات لاعظم وأنبل حركة تحرر .

نعم ان دولة الاحتلال تعلم هذا جيدا من اجل هذا نرى الحملات المسعورة التي تقودها حينما ياخدهم صاغرين الى الحلبة الدولية من اجل احقاق الحق وتعمل على تجنيد كل قوى الشر من اجل افشاله وفي النهاية يخرج منتصرا بفعل المعرفة الجيدة والخبرة العميقة في كيفية خوض تلك المعارك من اجل اثبات حقوق شعبنا .

دائما تجد الرئيس عباس المبتسم المحدق في عيون من يقابله والذي يعلم بانه لا يريد له ولشعبنا الخير ويتهدد ويتوعد بمزيد من العقوبات وقد تصل الى تحديد بعض النهايات وفي النهاية نسي هؤلاء بانه خليفة من قالها شهيدا شهيدا شهيدا وهذا ما يزيده اصرار وصلابة

فحينما اخد عضوية فلسطين في الامم المتحدة وقف جميع العرب والعجم ضد تلك الخطوة الجريئة والتي كانت تنم عن تحدي وفي اخر المطاف نجح في المعركة التي فتحت امام فلسطين معارك كثيرة من اجل اثبات الحضور .

نعم ان الدبلوماسية الفلسطينية التي تمكنت من نقل المعركة الى المكان الذي تريده لا ان تنجر الى المعارك التي يريدها الاحتلال وفي النهاية يكون انتصارنا مزيدا من الويلات والخراب والدمار فحينما تجند كل شعوب الارض الى صف قضية عادلة وتلحق الخسائر الكبيرة من منظومة القيم والديمقراطية التي تعمل على ترويجها وتجد بانها وكثير من الشركات التي تتعامل مع استيطانها البغيض في القوائم السوداء الاممية .

نعم ان انجازات الرئيس عباس لا يسعها مقالي هذا ولا تعطها كلماتي حقها فهي واقع ملموس لمن يريد ان يعي ويعلم كيف تكون القيادة

ان ما واكب الخطاب الاخير للرئيس عباس على المنبر الاممي من انجازات خارجية وداخلية جدير بالتقدير والاحترام فعلى الصعيد الداخلي عمل الرئيس كل ما بوسعه من اجل لملمة الشعب الفلسطيني وطي خلافات الماضي من اجل اعادة الامانة الى الشعب لكي يحدد الشعب خيارته وكما انه يعمل على تجنيب الشعب بان يكون كما تريد له دولة الاحتلال وسيلة يتسلى بها جنوده العنصريين فذهب الى كل ارجاء الكون للبحث عن المصالحة وتقريب وجهات النظر وتوحيد المؤسسة الوطنية والتي عمل ومن خلال مجموعة من الخطوات التي كان لابد منها من اجل قطع الشريان المغدي للانفصال للحفاظ على السلطة الوطنية والتي هي اللبنة الاساس لدولة فلسطين

على الصعيد الدولى والعلاقة مع دولة الاحتلال نجد النجاح المتراكم يزداد قوة وصلابة وحضور من خلال الاجماع الاممي بعد تعرية الاحتلال امام شعوب العالم الحر .

ماذاويسمى ان تصوت لفلسطين شعوب الارض وماذا يعني ان يقول الرئيس لامريكيا لا ويرفض التهديد والوعيد بالحسم والخصم والقطع من فلسطين ومن كل المؤسسات التي تنضم اليها فلسطين وفي النهاية تقف شعوب الارض مع الحق لا يوجد فيتو هناك .

هنا يجب ان يعلم الجميع ان شعبنا يعرف الغث من السمين يفرق بين من يصنع الانتصارات في الميدان ومن يبيع الوهم عبر الفضائيات يعرف من يضىء النور في اخر النفق ومن يعيش الوطن والمواطن في ظلمة، نعم يميز بين من يراكم الافعال على مجموع الدماء والسجون والعذابات التي لاقاها شعبنا على مذبح الحرية ومن لا يرى الوطن الا من خلال البيض الذي يسلبه ويريدون من الاخرين ان يوفروا لها علف.

نعم ان شعبنا يميز بين من هم اداة بناء للانسان الفلسطيني ويحتضن كل الطاقات من اجل ان تكون فلسطين جديرة بالاحترام بين شعوب الارض ومن هم معول هدم للمشروع الوطني .

نعم لم يعد شعبنا ياكل ويشرب من الغوغائية ولم يعد يؤمن بان الغوغائية والانجرار الى المعارك التي يريدها الاحتلال والتي تكلف شعبنا الشهداء والجرحى والمعوقين ومزيدا من الخراب والدمار والتي تحط من تفكير الانسان الفلسطيني وهذه لا تبني اوطان ولا تحرر ارض في ظل عالم اصبح يضع كل من يمارس العنف على قوائم الارهاب

ان حالة الصرع التي تصيب الكثير من الصهاينة واعوانهم ومن يسير على نهجهم من تلك الانجازات لخير دليل على النجاح الذي تحقق من خلال الانضمام الى تلك المؤسسة الدولية والتي اقرت بان الشرطة الفلسطينية اصبحت تضاهي في السلوك والاداء والقدرات التي تتمتع بها القوى الشرطية في كل انحاء العالم .

نعم ان هذا الانضمام سوف يتيح لفلسطين المطالبة بجلب من يتعدى على الانسان والمقدرات الفلسطينية الى المحاكم الدولية .

واخيرا هنيئا لشعبنا بهذا الانجاز العظيم وهنيئا لشعبنا بهذا القائد الصبور.

### ليس عيب ان تحلم في التحليق في فضاء الكون ولكن العيب ان تحملق في جيوب الفقراء.

### هناك فرق بين فدائي الانجازات وفدائي الفضائيات.