شهدت الفترة الأخيرة توترًا شديدًا في الشمال، على الأقل شفهيًا، "أقترح على جيراننا في الشمال ألا يحاولوا اختبارنا، وألا يطلقوا التهديدات، لأننا نأخذ هذه التهديدات بجدية" حذر وزير الجيش أفيغدور ليبرمان قبل أيام، في ظل التدريب الأكبر للجيش الإسرائيلي.
مسؤولون في الجيش استغلوا التدريب من أجل أن يوضحوا بأنه خلال المعركة القادمة أمام حزب الله سيسعون للحسم، وليس فقط الردع.
هل ردع حزب الله مهمة واقعية؟ في مقابلة مع "مكور ريشون" أعرب ليبرمان عن ثقته بهذا الأمر بالقول "ليس هناك شك بأن أمر ردع حزب الله ممكن. في قطاع غزة خضنا ثلاثة حروب، وماذا كانت النتيجة؟ كل عامين نعود لهناك ونخوض معركة جديدة، وسيستمر ذلك بالحصول طالما لم يحصل ردع. في الشمال خضنا حرب لبنان الأولى والثانية، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه سنعود للبنان مجددًا مرة ثالثة ورابعة".
ولدى سؤاله "هل ترى أن الكابينت هو من يأمر الجيش بالذهاب حتى النهاية بهذا الشأن والقضاء على حزب الله؟" أجاب قائلًا "الكابينت بشكل عام يأخذ بعين الاعتبار رأي الجيش، والجيش يجب أن ينشر أمورًا واضحة. لو أن هناك جيش عنيد ويدرك ما الذي يجب فعله ويأخذ على عاتقه تلك المهمة، فأنا أفترض بأننا نستطيع إقناع الكابينت بذلك. في نهاية المطاف، الواقع هنا يتعقد مع مرور الوقت، وما رأيناه في السنوات الماضية، منذ الربيع العربي الذي أصبح "شتاءً عربيًا" أن هناك أناس أذكياء وهناك من يرغبون في خداع أنفسهم، لا يستطيعون مواصلة الادعاء بأن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هو أساس المشكلة في الشرق الأوسط، لم يعد هناك إمكانية للقول بأنه ليس هناك سلام بسببنا".
وعن سؤال "هل من المحتمل أن تشرع إسرائيل بحرب استباقية؟" رد ليبرمان "نحن لا نبحث عن مغامرات، نحن نعيش جيدًا، والدولة تتمتع بمستوى أمن عالٍ جدًا، كل يوم لدينا مخرج جديد، ولدينا تكنولوجيا عالية، تل أبيب تبدو اليوم أفضل من برلين أو نيويورك".
وحول السؤال "هل هناك سيناريو محتمل ستفتح إسرائيل ضمنه مواجهة لحسم حزب الله في الشمال أو حماس في الجنوب؟" عاد ليبرمان وكرر "نحن لا نريد مواجهة، دولة إسرائيل متطورة بشكل كافٍ وليس لديها مصلحة بالمبادرة لمواجهة. لكل حرب هناك ثمن غير هين، حياة الانسان قبل كل شيء، وكذلك هناك ثمن اقتصادي، سياسي وأمني. وها نحن نقول بصورة واضحة؛ ليس لدينا خطة للمبادرة لخطوة عسكرية لا بالجنوب ولا الشمال".