كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بحثا اثناء لقائهما في نيويورك التحرك المصري صوب حماس والضمانات المصرية بشان قطاع غزة وهدوء الجبهة الجنوبية لاسرائيل ومدى التاثير المصري على حماس وتحركاتها في غزة.
وقالت المصادر لوكالة "سما" ان السيسي استطاع الحصول على ضوء اسرائيلي اخضر بعدم الاعتراض على المصالحة الفلسطينية مشيرة الى ان تل ابيب تدرك ان الجانب الاميركي يوافق على الخطوات المصرية التي تدفع صوب حل اقليمي في المنطقة تطون غزة في قلب هذا الحل .
واضافت ان اسرائيل تشعر بالرضى للتحرك المصري والذي قد يؤجل اي مواجهة قادمة مع غزة في ظل توجسات اسرائيلية من امكانية نشوء حرب طاحنة على الجبهة الشمالية مع حزب الله وايران.
من جهته قال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية المصري السابق في تصريحات له إن "فرص وجود خرق في إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما زالت محدودة، ومرتبطة بشكل رئيسي بإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وهو لا يزال في بدايته رغم الجهود المصرية الكبيرة المبذولة في هذا الشأن".
وتابع الغطريفي في تصريحات صحيفة إن "التطوّر النوعي الآخر هو أن تلتزم حماس بانفصالها عن الجماعات المتطرفة الأخرى، وعلى رأسها جماعات الإخوان المسلمين".
وكانت حركة حماس قد أعلنت يوم الأحد الماضي بعد وساطة مصرية حلّ اللجنة الإدارية في غزة، استجابة لطلب السلطة الفلسطينية، كما وافقت على إجراء انتخابات عامة لإنهاء خلاف مستمر منذ فترة طويلة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، ان حركته جدية في سيرها نحو المصالحة الوطنية، مطالبًا بخطوات متبادلة سيّما وأنّ حركته ألقت "الكرة في ملعب الرئيس". كما يقول.
وأوضح البردويل أن حماس ألقت الكرة في ملعب الرئيس محمود عباس بعد حلّ اللجنة الإدارية، مضيفًا أنّ "حماس قدمت كل ما لديها من مرونة، فكانت السبّاقة في السير نحو المصالحة بكل مصداقية؛ من أجل الوطن والشعب الفلسطيني، ولتبقى صورة الفلسطينيين أمام العالم موحدة في ظل المطالبة بحقوقنا".
ويعوّل الفلسطينيون على تلك الانفراجة في العلاقات بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس، التي تدير قطاع غزة، في أن تسهم في تعزيز الموقف الفلسطيني في محادثات السلام مع إسرائيل.
من جانبه، يقول الدكتور سمير غطاس، عضو مجلس النواب المصري المعني بالملف الفلسطيني: إن المحور الرئيسي في لقاء السيسي ونتنياهو يتعلق بالمساعي الإسرائيلية في الحصول على ضمانات أمنية مصرية بشأن قطاع غزة، بعد الاتفاق الأخير مع حماس، فهذا هو الهم الأول لإسرائيل.
وأضاف، إن «حماس ما زالت من وجهة نظر إسرائيل حركة إرهابية، وهي تريد أن تحمّل مصر مسؤولية ضمان الأمن في قطاع غزة»، مستبعدا أي تقدم ملموس على صعيد إحياء المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في الوقت الراهن.
وقال غطاس: «بالنسبة لعملية السلام، فالشروط بدت واضحة ومعروفة لكل الأطراف، إسرائيل تريد تعديل بندين رئيسيين في المبادرة العربية للسلام، الأول متعلق بإسقاط حق العودة، واستبعاد المطالبة بعودة الجولان السورية، باعتبار أنه لا يوجد طرف سوري واضح يمكنه استعادتها في الوقت الراهن». وتابع غطاس: إن «نتنياهو يطالب بالتطبيع العربي مع إسرائيل قبيل البدء في إجراءات التسوية، وهو عكس ما تنص عليه المعاهدة تماما. وفي كل الأحوال، هو ينتظر الموقف الأميركي الذي لم يكن حاسما حتى الآن».
وتجمدت جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين عقب انهيار المحادثات التي دعمتها الولايات المتحدة في ربيع 2014. وعبر الرئيس الأميركي الذي زار إسرائيل والضفة الغربية المحتلة في مايو (أيار)، عن إمكانية توسطه للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي. كما التقى ترمب نتنياهو في نيويورك الاثنين قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعبّر مرة أخرى عن أمله في التوصل إلى تسوية سلمية.
في هذا الصدد، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب تفاؤلا كبيرا في الفرص المتاحة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأكد ترمب متانة العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، والتزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل وإمكانية التوصل إلى سلام إسرائيلي - فلسطيني دائم، وتوسيع الفرص الاقتصادية لتحسين ظروف السلام.