التدخل العسكري الإيراني في سوريا، في الأساس منذ 2014، هو تدخل غير مسبوق في المنطقة ويعكس عناصر جديدة في سلوك إيران.
إن لهذا التدخل أهمية كبيرة، حيث أنه يؤثر على مستقبل النظام في سوريا وعلى مستقبل الدولة بشكل عام، وهو يؤثر على قدرة إيران العسكرية وعلى تأثيرها في سوريا وفي دول أخرى في المنطقة، وكذلك على القدرة العسكرية لحزب الله ومنظمات شيعية مسلحة تابعة لإيران، كما ان له تداعيات على التعاون العسكري بين إيران وروسيا، وعلى مستقبل النضال ضد التنظيمات الإرهابية العاملة في سوريا. ولكن في المرحلة الحالية فإن التدخل مهم قبل كل شيء لأنه يمثل رؤيا استراتيجية جديدة لإيران تهدف إلى بناء فضاء تحكم وتأثير يربط إيران مع سوريا ولبنان.
وبناءً على ذلك، فإنه يستدعي اهتمامًا من جانب الدول الأخرى التي تعمل في المنطقة، ومن بينها الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وإسرائيل. هذه الدراسة ستبحث في عدد من المعاني الاستراتيجية والعسكرية لنشاطات إيران في سوريا وتأثيرها على سلوكها الإقليمي.