وهم الاحتلال بالهروب "تفكيك الأونروا" ..أحمد طه الغندور

الأربعاء 13 سبتمبر 2017 09:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT



بدأت اليوم الثلاثاء كعادتها أعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ والتي تبدأ سنويا في يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، وتنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا في دورة سنوية، بشكل مكثف في الفترة من أيلول/سبتمبر إلى كانون الأول/ديسمبر، ثم تعاود انعقادها في كانون الثاني/يناير إلى أن يتم الانتهاء من النظر في كافة بنود جدول الأعمال — وهي العملية التي تستمر حتى قرب بدء انعقاد الدورة التالية.

وقد بدأ اليوم الدبلوماسي السلوفاكي "ميروسلاف لايتشاك" مهام منصبه الجديد كرئيس للدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة، والذي يعتبر أن قضيتي ـ الصراع والهجرة ـ هما الأكثر إلحاحاً في العالم وهما أولويتين بالنسبة له خلال الدورة الجديدة.

وليس هناك صراعا في العالم يستحق الإخلاص في إنهائه مثل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني قرابة قرن من الزمان لم يذق خلالها طعم الحرية، وهنا تأتي مشاركة دولة فلسطين ـ الدولة المراقب أو غير العضو ـ في أعمال الجمعية العامة غاية في الأهمية والتي تعبر عن مكنونها كلمة السيد الرئيس من على منصة الأمم المتحدة.

وتأتي كلمة هذا العام ذات مغزًى جديداً يهدف إلى ترسيخ وترسيم حدود الدولة الفلسطينية؛ من أجل منع العدوان وكف الاحتلال من ممارسة سياساته العنصرية ضد الشعب والهوية والسيادة الفلسطينية، هذا الأمر الذي أشعل جنون قادة الاحتلال ومن يناصرهم في البيت الأبيض لتبدأ حملة مسعورة ضد القيادة الفلسطينية، وتبدأ حملة جديدة من الابتزاز والتهديد يشارك بها القريب والبعيد خوفا من ممارسة الفلسطيني أبسط حقوقه في مخاطبة العالم الحر للوقوف إلى جانبه في نيل حقوقه المشروعة.

ومن ضمن هذه الحرب على الحقوق الفلسطينية تأتي مطالبة قادة الاحتلال بـ "تفكيك الأونروا" هذه المنظمة الشاهد الأقدم على ظلم وعنصرية الاحتلال، هذه المنظمة التي أنشأت بناءًا على القرار (302) للجمعية العامة للأمم المتحدة والصادر في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين. حيث بدأت الوكالة أولى عملياتها في شهر أيار عام 1950. وللتذكير فقد صدور هذا القرار بقرارين أخرين هما القرار الشهير(194) والخاص بحق العودة والقرار (273) الخاص بقبول عصابات الاحتلال ككيان في الأمم المتحدة كونه كما جاء في القرار "محب للسلام وقادر على تحمل الالتزامات الواردة في الميثاق وراغب في ذلك".

إذا؛ كيف لا يسعى الاحتلال على اجتثاث تلك القرارات التي تشهد على الظلم التاريخي والمستمر في حق الشعب الفلسطيني، فليس من وسيلة أمامه إلا ضرب مراكز الحق الفلسطيني في الصميم، ومهما كانت الضغوط التي تمارس في الأمم المتحدة على الأونروا لتقليص خدماتها، والتدخل في التعليم والمناهج الدراسية الفلسطينية، وتغيير صفة اللاجئ الفلسطيني؛ وغيرها من إجراءات لن تنجح في شطب صفة اللاجئ الفلسطيني أو حقه وحق أبنائه وأحفاده بالعودة؛ فقراءة مسيرة النضال الفلسطيني ومن ضمنها النضال الدبلوماسي في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يشهد لشعبنا وقضيتنا العادلة بالنصر والنجاح، وكما فشل الاحتلال وقادته على الساحة الأفريقية، ستكون ساحة الجمعية العامة ـ بإذن الله تعالى ـ مشهد لنصر فلسطيني جديد و صفعة جديدة للاحتلال من أحرار العالم، مهما استجار بالمتخاذلين والمتآمرين على حقوق شعبنا وقضيته.

بتفاؤل كبير أقول؛ ستشهد الساحة الفلسطينية أياما من الفرح بتحقيق انتصارات متوالية على الاحتلال في الأطر المختلفة دولياً ومحلياً، بإذن الله تعالى مع اصطفاف الكل الفلسطيني خلف قيادة واحدة وحكومة واحدة تعمل على نزع الحقوق الفلسطينية من أنياب الظالمين؛ وكما قال زعيمنا القائد " يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون".