حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من وصول الأوضاع الكارثية في قطاع غزة إلى مستوى خطير جداً يتطلب تضافر الجهود الوطنية والشعبية والمؤسسات الدولية إلى التحرك لإنقاذ هذا الوضع الكارثي الذي لا يمكن السكوت عليه.
وقالت الجبهة " تتعرض غزة وأهلها لعدوان صامت ووحشي حيث تعاني من تدهور كامل في مناحي الحياة، والجديد هو ارتفاع أسعار مختلف أنواع الخضراوات بالقطاع في ظل تآكل القوة الشرائية للمواطن بغزة ما يهدد السلة الغذائية للمواطن الفلسطيني بغزة ويضعه وجهاً لوجه مع أمراض سوء التغذية التي باتت تهدد عشرات آلاف الأطفال بغزة، إضافة لتآكل قطاع الطبابة ونفاذ أكثر من 60% من الأدوية بمرافق وزارة الصحة بغزة، وتلوث المياه الجوفية بالقطاع بسبب القصور الذي أصاب محطات التكرير لمياه الصرف الصحي في ظل تدني قدرة التيار الكهربائي لمستويات كارثية لأكثر من أربعة شهور بفعل إجراءات سياسة العقاب الجماعي المتبعة من رأس السلطة وتدني متوسط دخل المواطن في غزة لأقل من 800$ سنوياً بفعل قرارات التقاعد الجماعي المبكر ومجزرة الرواتب بحق موظفي غزة، مما يدخل حياة أكثر من 2 مليون فلسطيني في مرحلة حرجة للغاية فيما يصر أطراف الأزمة على الاستمرار في وضع الفيتو على انهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وفي ظل ممارسة السلطة شتى أنواع الضغوط والإجراءات على القطاع في محاولة مكشوفة لإدارة الظهر لمعاناة الناس وأزماتهم في عدوان واضح وصريح على الحق بالحياة والحقوق المدنية والمعيشية لأهلنا بالقطاع".
وشددت الجبهة على أن الصمت أمام هذا الوضع الكارثي والمعاناة الكبيرة التي يعاني منها المواطنون بمثابة شراكة بهذه الجرائم بحق غزة وأطفالها ونسائها شيبها وشبابها، محذرة طرفي الأزمة من استمرار استخدام أهلنا بالقطاع كرهائن ودروع بشرية يتقاذفون من خلفه بأرواح الأبرياء لتحقيق أهداف حزبية وفئوية ضيقة باتت تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.
وأكدت الجبهة أن ما وصلت له الأمور تتطلب من طرفي الأزمة العودة فوراً للغة العقل والمنطق، والتوقف فوراً عن هذه التعديات وتنفيذ اتفاقات المصالحة فوراً دون اشتراطات.
ودعت الجبهة المؤسسات الدولية والإنسانية والإغاثية إن أرادت تبديد شكوكنا حول تواطؤها مع الاحتلال للقيام بدورها المطلوب والتحرك العاجل لإدانة هذا العدوان والحصار الظالم المفروض على القطاع والقيام بواجباتها الاغاثية اتجاه عشرات آلاف الأسر وتقديم الإسعافات الطارئة للقطاعات الخدماتية الأساسية، مطالبة بعقد اجتماع طارئ لها مع مؤسسات المجتمع المدني بغزة لإعلان غزة منطقة منكوبة نتاج تلك السياسات والإجراءات.
وطالبت الجبهة الأخوة المصريين لأخذ زمام المبادرة والضغط على طرفي الانقسام خاصة الرئيس أبومازن من أجل دعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة لعقد اجتماع عاجل في القاهرة من أجل تنفيذ اتفاقيات القاهرة بالعام 2011.
ودعت الجبهة القوى وجماهير شعبنا لرفع الصوت عالياً في وجه الظلم والجرائم المرتكبة يومياً بحق غزة وأهلها، وبما يقطع الطريق أمام المخاطر والتهديدات الجدية التي يتعرض لها المشروع الوطني في ظل الانقسام المدمر والصراع على السلطة، خاصة وأن البيئة المنهكة اجتماعياً واقتصادياً يستغلها أصحاب المصالح ومراكز النفوذ للانتقال من مسار الانقسام إلى مسار الانفصال في إطار تهيئة البيئة المحلية للاستجابة للاشتراطات والإملاءات الأمريكية عبر تقويض قدرة عوامل الصمود والنضال لشعبنا ومجتمعنا بتمرير مشاريع تصفوية بحق قضيتنا المركزية.