حماس تصل لسن النضج.. أشرف ابو الهول

الإثنين 11 سبتمبر 2017 06:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حماس تصل لسن النضج.. أشرف ابو الهول



من وجهة نظرى كمتخصص فى الشئون الفلسطينية فإن حركة حماس قد وصلت الآن لسن النضج، وأن احتفالها هذا العام (2017) بالذكرى الثلاثين لانطلاقها والذى تزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية فى عام 1987 يأتى وسط تغيرات عميقة تشهدها الحركة تجعلها أكثر براجماتية وتتخلص من أسلوبها القديم القائم على التفكير من خلال فوهة البندقية فقط .

ولا يخفى على أحد أنه لولا التحولات التى تشهدها حماس حاليا  لكان من المستحيل أن تراها تستعد لعقد اجتماع مكتبها السياسى فى القاهرة خلال أيام بعد أن وصل إلى مصر بالفعل معظم قياداتها وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى ويحيى السنوار مسئول الحركة فى غزة وقيادات بارزة أخري، والحقيقة هى أن حماس شهدت أخيرا تغييرات جوهرية أولها تغيير ميثاقها لإسقاط تبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والقبول بمبدأ إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.

ورأيناها كذلك وهى تتصالح مع الد أعدائها فى فتح وهو النائب محمد دحلان وتيار الاستقلال الذى يقوده، كما أصبح موقفها من المصالحة الشاملة مع فتح والسلطة الفلسطينية برئاسة أبومازن عنوان الشرعية أكثر مرونة . وقد امتدت التغييرات العميقة التى تشهدها حماس إلى علاقاتها بمصر أقرب جيران غزة والأكثر تأثيرا وتأثرا بها حيث تتعاون معها أمنيا من داخل القطاع، وبدأت بالفعل إقامة منطقة عازلة، وشددت مراقبة الحدود من جانبها وملاحقة السلفيين المتشددين من أبناء غزة الذين كانوا يقدمون كل أشكال الدعم للإرهابيين فى سيناء.. ولكن التغيير الأهم فى بنية حماس حدث فى قياداتها فتولى رئاسة المكتب السياسى الشخص الأكثر اعتدالا وهو إسماعيل هنية، ومعه الرجل القوى يحيى السنوار الذى يثبت يوميا أنه رجل سياسى محنك، وليس مجرد عصا أمنية غليظة كما كان يروج الإسرائيليون عنه.