د. غازي حمد: الإنسان والقلم ومشكاة الوطن د .أحمد يوسف

الخميس 07 سبتمبر 2017 10:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
د. غازي حمد: الإنسان والقلم ومشكاة الوطن د .أحمد يوسف



الأخ غازي حمد (أبو عمر) هو أحد أبناء حركة حماس المخضرمين، ومن رجالاتها المخلصين، صاحب القلم والهمَّة العالية والوطنية الصادقة؛ إذا تحدث لفت النظار، وإذا كتب شد الأبصار، وتناقلت مقالاته المواقع في العديد من الأقطار.. يكتب أخي (أبو عمر) بوجع وحرقة، وحرص حقيقي على الشعب والوطن، وهو إنسان يتمتع بقوة الشخصية وأمانة المسئولية، ويتوخى فيما يكتب الصدق والمصلحة الوطنية.
كنت أقرأ له كصحفي قبل أن ألتقيه، وقبل أن نعمل معاً في ديوان رئيس الوزراء لأكثر من خمس سنوات بدأت في مارس 2006، وقد لفت نظري حيويته وتدينه وإخلاصه، وقدراته اللغوية والفكرية، ووعيه بفقه المقاصد والمآلات، ونباهته لقضايا الساعة والأولويات.
سنوات عمل طويلة قضيناها معاً في الحكومة، لم أسجل له فيها إلا كل ما هو جميل، من حيث النزاهة ويقظة الضمير، والانفتاح على الكبير والصغير، والتفاني في خدمة الجميع من هذا الشعب الفلسطيني العظيم.
في مقاله الموسوم " حماس.. إذ تدخل عامها الثلاثين !!"، كتب فأوضح، وأشار ببراعة وأفصح، حيث وضع النقاط بحرفية على الحروف، وكان في طرحه يتمتع – كعادته – بشجاعة استثنائية، لا شك أنها تؤسس لما هو مطلوب من المعرفة الثقافية لتحريك وعي شباب الحركة الإسلامية، وإنضاج فكرها السياسي، والذي كان لغيابه ما شاهدناه خلال السنوات العشر الماضية من سقطات، ومن كبوة الإسلاميين وإخفاقهم في تقديم النموذج، الذي يسمح باستمرار المسيرة كنقطة جذب وحشد للجماهير خلفها.
إن الحركة الإسلامية وخلال مسيرتها الظافرة ومحطاتها النضالية، التي تألقت مع ظهور حماس وكتائب القسام عام 1987، وظلت مسيرتها علامة مجد فارقة لجماهير شعبنا العظيم، إلى أن تكاثرت عليها سهام المتآمرين من أعداء أمتنا، وطالتها غائلة المتواطئين من أبناء عروبتنا، وأشباههم من بني جلدتنا، لتصل للحال الذي يحمل التناقض في جدلية الواقع والمثال. 
إن في المقال ما يعكس ثقافة الأخيار، من حيث "إن الرائد لا يكذب أهله"، وفيه اعتراف بما لنا وما علينا، وأين أصبنا وأين أخطأنا؟ وبصراحة تصيب كبد الحقيقة، وتُعري – بأدب ولغة الصالحين من عباده - كل من يحاول التدثر بثوب القداسة، والتمحك بطهارة التكليف والاستثناء الرسالي؛ لأن نواميس الكون لا تحابي أحداً، وكل من تخلف عن فهم تلك السُنن طوت أشرعته السنين، وأخذ يقلب كفيه على ما أنفق فيها، حيث لا ينفع ولات حين مندم.
إن د. غازي حمد - اليوم - هو أحد أعلام هذا الوطن، والذي يتمتع بمحبة الجميع وتقديرهم لصدقيته من ناحية، ووطنيته التي حملت الكل على أكتافها من ناحية ثانية.
أخي أبا عمر.. إن مقالاتك تستحق أن يجمعها كتاب، وأن تصبح مادة لمقرر التربية الوطنية، بهدف ترميم ما أفسدته الحزبية وثقافة القبيلة، وإعادة الوطن ليسكن فينا حباً وتضحية وفداء.